أيمن حجازي

كيف هي العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر؟ وتبعاً لذلك كيف هي العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الدين الحريري؟ يطرح هذا السؤال بعد مرور ما يقارب العام على وﻻدة التفاهم السياسي بين الجانبين الذي أفضى الى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وهو سؤال يزداد أهمية اذا أردنا استحضار اﻻستحققات السياسية القادمة وفي مقدمها اﻻنتخابات النيابية المفترض اجراؤها في شهر أيار من العام المقبل، واستشراف تأثيرات هذا التفاهم على ذلك اﻻستحقاق اﻻنتخابي. 
 حتى اﻵن يبدو هذا التفاهم الذي يسير بتؤدة وأناة يعبر من خلالهما الجانبان عن تفهم عميق لنقاط الخلاف السياسي المتسعة محلياً وإقليمياً. وهذا ما يشير إلى وجود قرار سياسي واضح وحاسم بالسعي الى القفز على كل ما يعوق استمرار الهدوء السياسي النسبي القائم. وكان البعض يظن أن مآزق عدة ستنشأ بين الجانبين، وفي مقدمها دور «حزب الله» العسكري في سوريا بشكل عام، وعلى الحدود اللبنانية - السورية بشكل خاص.
وقد أظهرت بعض التطورات أن هذا التفاهم بين «المستقبل» و«الوطني الحر» جدي الى حدود أن الرئيس سعد الحريري قد انحاز الى جانب الرئيس عون عندما احتدم الخلاف بين الرئيسين عون وبري حول القانون اﻻنتخابي قبيل اقراره، أما في اليومين اﻷخيرين فإن الرئيس الحريري وخلال انعقاد الجلسة النيابية اﻷخيرة أعلن انحيازه الى جانب اعتماد خيار البواخر في موضوع الكهرباء من ضمن تبنيه لمضمون الخطة التي اعتمدها وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل لإصلاح قطاع الكهرباء.
جملة هذه الملاحظات تدفع الى اﻻستنتاج بأن اﻻتفاق السياسي بين الجانبين راسخ وقائم على تثبيت المصالح المشتركة بين الجانبين وعلى اﻻصرار على تحقيق غايات مشتركة في اﻻستحقاقات القادمة، ما يفسح في المجال أمام استمرار الشراكة القائمة في الحكم والسلطة التي يسهر على استمرارها جمع من أصحاب القرار في كلا الفريقين، يبرز في مقدمهم جبران باسيل ونادر الحريري ونهاد المشنوق.
وﻻ يخفى على أحد أن هذا التفاهم المستقبلي - العوني يحظى بغطاء إقليمي ودولي تتقدم فيه الوﻻيات المتحدة اﻷميركية على غيرها من الدول، ويبرز فيها الدور السعودي الذي يتقاطع مع الدور الإيراني ليخلق حالة من التوافق الضمني الذي يتمظهر من خلال إشاحة النظر عن الساحة اللبنانية التي تؤدي دورها المطلوب بأمانة والتزام بمقتضيات «الحرب على الإرهاب». 
ويبقى السؤال التفصيلي عن المواقع اﻻنتخابية التي يمكن أن تتطلب التعاون بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والتي يمكن تحديدها منذ الآن:
- دائرة صيدا جزين - دائرة عكار - دائرة زحلة - دائرة الشوف عاليه - دائرة البقاع الغربي.
 وخلاصة القول أن أصحاب القرار في «المستقبل» و«الوطني الحر» ﻻ يلعبون وﻻ يلهون وﻻ يتسلون، وهم ينكبون على الغوص في البحث عن المصالح المشتركة من بين ركام الخلاف السياسي الشاق والمرهق. اللهم تمم على خير ومبروك للجميع.>