أيمن حجازي

يعلق العونيون آماﻻً عراضاً على شهر آب المقبل علّه يحمل لهم بشرى ايصال العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة اﻷولى، وفق ما رُوِّج في اﻵونة اﻷخيرة، وتحديداً في اﻷسابيع القليلة الماضية. وقد بلغ التفاؤل لدى هؤﻻء حداً نُسب من خلاله إلى الجنرال عون قول لبعض المراجعين في قضايا تفصيلية: «أن انتظروا بعض الوقت وسنعالج الموضوع من موقع المسؤولية». 
ويستند هذا التفاؤل العوني إلى توقع حلحلة دولية وإقليمية في الملف الرئاسي اللبناني، ومن علاماته الحراك الفرنسي اﻷخير المشجع عليه من قبل بكركي. وهو حراك لم يقف عند حدود اﻻتصال باﻷطراف المحلية اللبنانية من خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت اﻷخيرة لبيروت ولقائه عدداً كبيراً من الساسة اللبنانيين، بمن فيهم حزب الله، بل ان اﻷمر وصل إلى حدود العمل على محاولة التوفيق بين الدورين السعودي والإيراني على الساحة اللبنانية، حيث جرى الحديث عن مساع فرنسية لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران. ويحاول بعض متصدري الشاشات اللبنانية من المتحمسين لإيصال العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، الجزم بأن اﻷمر محسوم وأن هناك مستجدات ستظهر في السياسة السعودية ستدفع بالرئيس سعد الحريري إلى تليين موقفه من ترشيح عون للرئاسة اﻷولى وإلى انقلاب المشهد السياسي المحلي رأساً عل عقب. ويرى هؤﻻء أن الجديد في مواقف وليد جنبلاط، وهو مجاهرته برفع الفيتو عن ترشيح ميشال عون للرئاسة اﻷولى، يشكل دليلاً حاسماً على صوابية هذه الرؤية السياسية المتفائلة بالمعيار العوني. وبالتالي فإن التحضيرات اﻻحتفالية قد بدأت لدى بعض المؤيدين والداعمين للجنرال البرتقالي، بما فيها المفرقعات واﻷسهم النارية الزاهية والجميلة. 
هل تصدق هذه الرؤية؟
بعيداً عن اﻷماني والتمنيات، فإن الواقع السياسي أكثر تعقيداً مما يظن البعض، وإن اﻷجواء الإقليمية ما زالت زاخرة بالصعوبات المتنوعة، والحريق المشتعل في سوريا والمنطقة المحيطة بلبنان يزداد تأججاً، واﻷجواء المحلية غنية بالعقبات التي تحتاج إلى تذليل ومعالجة جدية والتي يبدو أنها لم تدخل في أجواء ايجابية مع اقتراب مواعيد ثلاثية آب الحوارية التي يعلق عليها الرئيس نبيه بري آماﻻً كبيرة.
وبناء عليه، فإن المرجح أن تكون الطبخة الرئاسية غير ناضجة بعد، وأن الملف الرئاسي يحتاج إلى المزيد من الجهد أو إلى مزيد من التطورات الدراماتيكية. أو إلى كليهما معاً.  وما على أهل السياسة اﻻ اﻻهتمام بالتحضير للانتخابات النيابية التي تشهد داخل «التيار الوطني الحر» انتخابات تمهيدية ﻻختيار مرشحي التيار في كافة مناطق انتشاره, بما قد يوازي اﻻنتخابات التمهيدية التي جرت داخل الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الوﻻيات المتحدة اﻷميركية استعداداً للانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل. في حين أن انتخاباتنا النيابية يفترض أن تجرى في الربيع المقبل, والله هو العالم واﻷعلم.