أيمن حجازي

يصر حزب القوات اللبنانية على نفي أي طابع سياسي للحملة الكهربائية التي يشنها وزراؤه الثلاثة وحليفهم البيروتي النائب ميشال فرعون، على وزير الطاقة سيزار أبو خليل الذي يميل الى خيار البواخر في انتاج الطاقة الكهربائية مرحلياً، ريثما يتم بناء معامل على البر تكون قادرة على سد حاجة اللبنانيين الى الكهرباء. والقوات اللبنانية تهدف من وراء هذا اﻻصرار الى صيانة تحالفها مع العهد ومع التيار الوطني الحر بقيادته الحالية ممثلة بوزير الخارجية جبران باسيل. ولكن اﻻصرار المشار اليه بات مخدوشاً بالتناغم المزدوج بين القوات والرئيس نبيه بري في موضعين اثنين: أولهما الحملة على بواخر وزير الطاقة المطعون في آليات تلزيمها، وثانيهما الغزل الجزئي بين الطرفين في بعض تفاصيل القانون اﻻنتخابي الذي لم يولد بعد، وتحديداً في موضوع النسبية الكاملة التي أعلن حزب القوات قبوله بها بعد، رفض طويل اﻷمد.
وهذا ما يمكن أن يؤدي الى استفزاز التيار الوطني الحرّ الذي أعلن حرصه الدائم على التنسيق الكامل مع القوات في كل طروحات القانون اﻻنتخابي.
وقد ظهرت بعض علامات التنافر بين الجانبين منذ بضعة أسابيع حينما كان وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يعقد مؤتمراً صحافياً وجاهر بانتقاد غياب وزير الإعلام ملحم الرياشي عن هذا المؤتمر وكأنه أحد الاعلاميين الواجب عليهم تغطية ذلك المؤتمر الصحفي. فما كان من الرياشي اﻻ أن سارع بالرد على باسيل مباشرة في خلال اللقاء مع اﻻعلاميين الذي أعقب اجتماع اللجنة الاعلامية النيابية مؤكداً أن حضوره ومشاركته في اجتماع اللجنة النيابية أوجب من أي أمر آخر.
ﻻ أريد أن أصطاد في المياه العكرة، وهي تهمة يعتبرني العديد من اﻷصدقاء والزملاء مرشحاً لها بجدارة وكفاءة ولكنني مضطر إلى استحضار الهمسات الثقيلات التي يتناقلها بعض المطلعين على أجواء حزب القوات.
فالقوات عانت من تحجيم حصتها التي وعدت بها قبل اﻻنتخابات الرئاسية وقد وصلت هذه الحصة نظرياً الى نصف عدد المقاعد الوزارية المسيحية. ثم برزت عدة وسائل لُجئ اليها لتحجيم حصة القوات كان منها:
- تمثيل قوى مسيحية أخرى مثل تيار المردة ومسيحيي تيار المستقبل وحزب الكتائب عندما كان وارداً تمثيله...
- الفصل بين حصة التيار الوطني الحر الوزارية وحصة رئيس الجمهورية.
- التذرع باعتراض حلفاء التيار الوطني الحر من معسكر الثامن من آذار على حصة القوات. 
- اﻻستناد الى التفاوت العددي بين كتلة التغيير والإصلاح وكتلة القوات اللبنانية وهو ما لم يكن حاضراً في التداول بين الطرفين قبل اﻻنتخابات الرئاسية.
اذا صح وجود هذه الثُّغر في جدار العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية فإن عوامل أخرى غير ظاهرة هي التي أدت الى خروج هذه التباينات الى العلن وهي متصلة على وجه الترجيح بمآﻻت الموضوع اﻻنتخابي قانوناً وتحالفات. كذلك إن رأب الصدع بين الجانبين أمر غير مستبعد في ظل الطموح المشترك باﻻمساك بالساحة المسيحية والقاء القبض عل التمثيل النيابي فيها. 
بعض اﻻوساط المسيحية يعتبر أن خلاف الجنرال ميشال عون مع سمير جعجع  كارثة  وأن اتفاقهما مصيبة, وما عليك اﻻ اﻻختيار بين الكارثة والمصيبة.>