أيمن حجازي

وقعت الضربة العسكرية الأميركية على سوريا دون تداعيات سلبية على الوضع اللبناني الذي يعيش تحت وطأة الانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار القادم. حيث إن تلك الضربة كانت محدودة وقد ضُبطَت بفعل التنسيق السياسي والميداني الروسي والأميركي على الأرض السورية، وبفعل التنسيق الروسي، الصهيوني الذي تولاه هذه المرة الرئيس فلاديمير بوتين الذي اتصل برئيس حكومة الكيان الغاصب بنيامين نتن ياهو طالباً منه عدم زعزعة الاستقرار في روسيا، وفق ما قاله الإعلام الرسمي الروسي.
وقد سارت العملية الانتخابية حتى هذه الساعة في مسارها الطبيعي، حيث تولى قادة القوى السياسية الكبرى مخاطبة جماهير الناخبين بغية حشد أفضل تأييد للوائحهم المرشحة في مختلف الدوائر الانتخابية. وغابت المواقف الحادة عن المنابر إلا في حدودها الدنيا، حيث انتقد الرئيس نبيه بري أداء الوزير جبران باسيل دون أن يسميه، متهماً إياه بتسخير امكانات وزارة الخارجية والمغتربين في خدمة مصالح تياره السياسي الانتخابية، وذلك في اطلالاته الانتخابية الوحيدة التي خاطب فيها المغتربين. أما رئيس الحكومة سعد الحريري، فقد جال في المناطق وأعلن معظم لوائح تيار المستقبل في شتى الدوائر، ما خلا دائرة صيدا جزين التي ترك أمر إعلانها لعمته السيدة بهية الحريري. وقد بات تناول حزب الله بالنقد في هذه الاحتفالات أمراً طبيعياً يتفهمه حتى حزب الله الذي يدرك حجم الهجمة التي يتعرض لها الحريري من قبل بعض المتطرفين في ساحته. وقد ميز الحريري دائرة بيروت الثانية بإقامة احتفال انتخابي في قصر قريطم، في محاولة استثارة العواطف التي تجلبها آثار الرئيس رفيق الحريري ومكان سكناه. أما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فقد كثف خطاباته الأسبوعية، شارحاً لجماهير الحزب رهانات الخصوم وعلاقاتهم الخارجية، متجاهلاً الانتقادات التي يوجهها الرئيس سعد الحريري الذي سبق أن رد عليه السيد نصر الله ضاحكاً في مناسبة سابقة: «ومن قال لك اننا نريد أن نتحالف معك؟».
ويسهب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في شرح ما يسميه حصاراً سياسياً انتخابياً يقيد حزبه، عارضاً لأهم الانجازات التي حققها وزراؤه الثلاثة في الحكومة الحالية.
ويحذو رئيس حزب الكتائب سامي الجميل حذو جعجع في شرح ملابسات الحصار الذي يتعرض له حزبه، مع التركيز أكثر وأكثر على فساد الحكومة والوزراء والمسؤولين عموماً، علماً أنه يدرك أن كتلته النيابية الحالية المؤلفة من خمسة نواب قد تتناقص نتيجة عوامل شتى.
وينشط الوزير جبران باسيل في التجوال شمالاً وجنوباً وجبلاً، متحدياً الخصوم والحلفاء على حد سواء، وواعداً نفسه بامتلاك أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي القادم.
وحده النائب وليد جنبلاط لا يشعر بالحاجة الى مهرجانات انتخابية، فيكتفي بتغريدات على تويتر لا تخلو من الصراحة الجارحة في بعض الأحيان. وان احتاج الأمر، فالنائب وائل أبو فاعور أو غيره قادرون على افهام من يعنيهم الأمر أن باب حاصبيا يمر من عند وليد جنبلاط... فعلى الرئيس سعد الحريري أن يعي هذه الحقيقة. 
خلاصة القول، أن «صواريخ التوماهوك» المتوجهة الى الأراضي السورية لم تسقط المنابر الانتخابية الشاهقة في بلاد الأرز، والأمور -الحمد لله- تسير وفق ما هو مخطط في برنامج وزير الانتخابات نهاد المشنوق.