العدد 1464 /2-6-2021

فرضت مبادرة الرئيس نبيه بري نفسها على المشهد السياسي اللبناني واضطر الجميع الى إعلان التعاطي اﻹيجابي مع معطياتها الحكومية التي كان الكثيرون يعلقون عليها اﻵمال وما زالوا . وذلك على الرغم من أن بعض المراقبين يجزم بأن هذه المبادرة قد استنفذت وتم إحباطها . وذلك بعد ان أمضى اللبنانيون أياما وهم يتابعون اﻷخبار المتعلقة بمكان إقامة الرئيس الحريري الذي تم ترشيحه لعملية إعتقال جديدة من قبل السعودية الناقمة على رئيس الحكومة المكلف . ولكن اﻷجواء المكفهرة تلك ما لبثت أن انحسرت وعاد الشيخ سعد على صهوة اﻹنتظار اللبناني لموقفه العملي من مبادرة رئيس السلطة التشريعية اللبنانية .

وانبرى جمع الناطقين بإسم التيار الوطني الحر على الشاشات ليؤكدوا أنهم مع الحد اﻷقصى من التجاوب مع عمليات تسهيل التشكيل الحكومي المنشود ، وأنهم يتفوقون على الرئيس الحريري وعلى تيار المستقبل في الحرص على ولادة الحكومة اللبنانية الغائبة أو المغيبة . وأنهم مستعدون لبذل الغالي والنفيس في كل ما يؤدي الى إنفراج اﻷزمات الضاغطة على المواطن اللبناني في مجالات اﻹقتصاد والمالية والصحة والتربية وما يليها من قطاعات تعاني من الصعوبة والتعقيد . وفي مقابل إنخراط التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله في الورش التفاوضية المتعلقة بتشكيل الحكومة ، كان باقي اﻷطراف السياسية يتفرج ويراقب اﻷحداث ويتمنى ما شاء له التمني من أمنيات تصب في مصلحته السياسية .

فحزب القوات اللبنانية على سبيل المثال يتحمس لﻹنتخابات النيابية المبكرة ﻷن إستطلاعات الرأي لديه تفيد بأنه سيحقق تقدما بارزا في أية إنتخابات نيابية تحصل في هذه اﻵونة . والحزب التقدمي اﻹشتراكي يعرب عن رغبته بتشكيل الحكومة وبسرعة ﻷن لديه مخاوف شتى من إنخساف الوضع اللبناني وإنزلاقه نحو حرب أهلية تطيح بالمكانة الترجيحية التي يتمتع بها حاليا الحزب والطائفة الدرزية على حد سواء . هذا فضلا عن الشعور بالمخاطر اﻷمنية الجمة التي تحدق بهذه الحرب المفترضة (لا سمح الله) . أما باقي اﻷفرقاء فإنهم يمارسون دور المتفرج من موقع التعاطف مع أحد اﻷطراف الكبرى ، فحزب الطاشناق اﻷرمني يتعاطف مع التيار الوطني الحر ، وتيار المردة يتعاطف مع حركة أمل وحزب الله ، وحزب الكتائب يتعاطف مع نفسه خصوصا بعدما خرج من المجلس النيابي و ...

- هل يتجه التيار الوطني الحر بجدية نحو خيار اﻹنتخابات النيابية ؟

- هل يتحمل هذا التيار تجاهل التنسيق مع حزب الله في هذا الموضوع ؟

- هل يناور التيار الوطني الحر في موضوع اﻹنتخابات النيابية المبكرة ؟

ولماذا يتحفظ الثنائي الشيعي على طرح اﻹنتخابات النيابية المبكرة أو أنه يعترض عليها ؟ ثمة من يقول أن الثنائي الشيعي لديه مخاوف أمنية من اﻹنتخابات النيابية المبكرة ولديه أيضا إعتراض كبير على قانون الصوت التفضيلي الذي يعمق الخيارات المذهبية والطائفية في البلد . وهذا القانون محط إتفاق ضمني فولاذي بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية ﻹعتبارات مسيحية محضة تتصل بمكانة المسيحيين في لبنان وفعالية دورهم السياسي والثقافي واﻹقتصادي في عموم الشرق .

أيمن حجازي