العدد 1369 / 10-7-2019

إن أيام العيد أيام فرح وسعادة وسرور وتواصل وصلة أرحام.. ولكنها قبل هذا كله هي أيام عبادة يظهر المسلم من خلالها فرحه بالطاعة .. طاعة للمولى تعالى، وبالتالي فإن الفرح أيام العيد هو أولا عبادة لله تعالى واقتداء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وسيرة السلف الصالح.. ولذا قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}..

كلنا ندرك وبوضوح تام أن الأجواء في البلاد العربية كلها مشحونة.. والأوضاع مضطربة .. والشوارع تفتقد للبهجة ... ولكن الفرح بالطاعة طاعة ... كما أن الفرح بالمعصية معصية..

ونحن في هذه الأيام المباركة بأشد الحاجة إلى «الفرح التعبدي» لأنه الطريق إلى النجاة من كل المآسي التي نعاني منها في هذا البلد...

نريد أن نفرح لأن الله أمرنا بالفرح ..

نفرح لأن الفرح في هذه الأيام سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولكن في الوقت عينه نشعر بالآخرين ونتشارك معهم الهموم والمسؤوليات.

إن العيد ليس مناسبة تخضع للظروف والأحوال، وليست أياماً تابعة للمزاج العام للإنسان أو للمجتمع، كلا... إنها أيام تعبد وطاعة، تماما كأيام رمضان المبارك، فهل إن جاء يوم عرفة في موسم فيه من القتل والظلم والقهر والتخاذل ما فيه، نقول ان الظروف غير مناسبة ولا نحج..؟!

ثم .. وهذا الأهم... علينا أن ننزع تلك الأفكار الخاطئة التي استقرت في أذهان كثير منا والتي لا علاقة لها بالفكر الصحيح، فالعيد فرح للكبار وللصغار، للذكور وللإناث، وليس أبدا من صحيح الإسلام أن نرى البعض يردد بكل إصرار (العيد للأطفال وليس لنا...؟!).. العيد فرح باكتمال العبادة بفضل الله، فمن الذي أكملها ... الأطفال الذين لم يكلفوا بعد أم أنت..؟!

لقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب»، و الأكل و الشرب دليل فرح وسعادة، وورد عن وائلة بن الأسقع قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فقلت: تقبل الله منا ومنك، قال : « نعم , تقبل الله منا ومنك»... وهل تكون التهنئة إلا بالفرح..؟!

إن عيد الأضحى موسم فرح وسعادة وسرور وبهجة وحبور وتفاؤل، وكل هذا إنما ينبع من قلب مؤمن استمسك برحمة الله، وتأمل بعفو تعالى، وأمل برحمة من وعده بالأجر العميم إذا ما أخلص النية وصام وقام إيمانا واحتسابا..

العيد فرح لمن فرح بصيامه وسعادة لمن سعد بقيامه وطاعته.. فافرحوا وفرحوا من حولكم وأعلنوا الفرح «فرح عبادة»... وكل عام وأنتم بخير...