استبشر اللبنانيون خيراً عندما جرى التوافق على قانون جديد للانتخابات، مع أن كثيرين تنكروا للقانون بعد تجربته، ووصفوه بأنه قانون هجين ومعقد. وبعد اجراء الانتخابات وتلقي المجلس الدستوري عشرات الطعون (دون الافراج عنها حتى الآن) زادت النقمة على التجربة الديمقراطية اللبنانية. وبعد ترشيح الرئيس الحريري من مائة وأحد عشر نائباً وتكليفه بتشكيل الحكومة، راوح بين زيارات عائلية وإجازات بين فرنسا والسعودية وغيرها، وقد مضى على ذلك نيّف وشهران، دون أن تلوح في الأفق أية مؤشرات لتشكيل الحكومة، والسجال الذي ظهر حتى الآن هو أن تكون من ثلاثين وزيراً أو أربعة وعشرين، والخلاف البارز حتى الآن هو حول الحقائب المسيحية (بين الوطني الحر والقوات) أو التمثيل الدرزي، دون الوقوف عند مدى كفاءة الوزير (مسلماً كان أم مسيحياً) لتولي الحقيبة، وهذا هو الأهم. يضاف الى ذلك الحديث عن «وزارة العهد الأولى» أو دور وليّ العهد في تشكيل الحكومة، التي يراهن الكثيرون على أن تستمر حتى اختتام سيد العهد أيامه وتسليم السلطة لولي العهد، وهذا أسوأ ما شهده لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم. فهل تطول المراوحة لتبلغ المدى الذي سجّلته عملية تشكيل الرئيس تمام سلام حكومته الأولى (315 يوماً)؟!