في الوقت الذي كان فيه اللبنانيون غارقين في قانون الانتخاب، نسبي أو أكثري أو مختلط، والضرائب التي يمكن أن تفرضها الحكومة على المواطنين.. جاءت زيارة «مارين لوبان» إلى لبنان لتحرك هذا الركود. فهي مرشحة اليمين الفرنسي للانتخابات الرئاسية، وخليفة والدها «جان ماري لوبان» في زعامة اليمين المتشدد، وقد اشتهر بإنكاره «المحرقة» التي يتغنى بها اليهود في القارة الأوروبية بعد أن اضطهدهم هتلر خلال الحرب العالمية الثانية وشرّدهم في الأرض. وعلى الرغم من ان مارين لا تحتاج الى دليل على عداوتها للإسلام والمسلمين، خاصة الذين قدموا إلى فرنسا واستوطنوها.. فقد جاءت اشكالية وضع قطعة قماش على رأسها ورفضها لذلك، باعتبار انها «حجاب» إسلامي، وأنها رفضت ذلك، مع أن هذا التقليد ليس ممارسة دينية بقدر ما هو نموذج لتأدب النساء أمام رجال الدين، يمارسها الفاتيكان مع زائراته، وصور زائرت روما تؤكد هذا المعنى، ومنها صورة الرئيس الراحل رفيق الحريري ومعه زوجته نازك، وهي سافرة، فاضطرت لأن تغطي رأسها بقطعة قماش عند زيارة البابا السابق بنيدكت السادس عشر في الفاتيكان. وخيراً فعل سماحة المفتي بعدم استقباله مارين، وخيراً فعل رجال الاستقبال في دار الفتوى.