حقق المجلس النيابي اللبناني الجديد انجازاً كبيراً في سجل الحياة السياسية اللبنانية، فقد انتخب يوم الأربعاء رئيسه للمرة السادسة (منذ عام 1992) نبيه بري، ونائب الرئيس وهيئة المجلس، على أن تبدأ يوم الاثنين المقبل المشاورات الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية لاختيار رئيس جديد لمجلس الوزراء، يجري تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. ومع أن التكليف محسوم باتجاه الرئيس سعد الحريري، فإن الاشكالية لن تكون في شخص الرئيس، بل بأعضاء الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية على الكتل النيابية، خاصة أن توزيع الحقائب ينبغي أن يراعي حجم الكتل النيابية وحقوق القوى الطائفية بالحقائب السيادية الرئيسية، كالخارجية والداخلية والمالية وغيرها. وهكذا تبدأ الدورة البرلمانية الجديدة في المرحلة السياسية المسماة «دورة العهد» التي بدأها الرئيس ميشال عون، على أن تكون الوزارة الجديدة التي يجري تشكيلها هي حكومة العهد. فجميع اللبنانيين ومن يرجون لهذا البلد استمرار الأمن والاستقرار في المرحلة الجديدة، يرجون أن يحافظ لبنان على هذه النعمة التي بقيت له، في غياب الزراعة والصناعة والسياحة وبقية البركات، ألا وهي نعمة الحرية والديمقراطية.