خلال العام الذي يكاد ينقضي كانت مشاغل اللبنانيين واهتماماتهم جدّ بسيطة ومتواضعة، بدأت بموضوع النفايات، وأين ندفنها وكيف نحرقها أو نصدّرها إلى أقطار أخرى. ثم جاءت أزمة الانتخابات الرئاسية، فابتدع لها الرئيس سعد الحريري حلاً بانتخاب ميشال عون. وعندما جرى انتخابه دون النظر في قائمة مؤيّديه ومن أصروا على ترشيحه، وجرى تكليف الحريري وتأليف الحكومة، تأكد أن مرجعيّة السادة الوزراء ليس الحكومة ولا رئيسها، وإنما أحزابهم التي انتدبتهم ليمثلوها في الحكومة. وكان الرئيس الحريري يتجاوز الأزمات ويطوي الصفحات.. إلى أن جاء التدخل السعودي في الرابع من تشرين، وأصبح الحريري رئيساً مختطفاً أو شيخاً مغيّباً.. وتفاعل الشارع اللبناني مع رئيسه.. فهل استقال الرئيس أو أجبر على ذلك؟ وهل هو في إقامة جبرية أو هو طليق تحكمه احتياطات أمنيّة؟! هنا ضرب اللبنانيون صفحاً على أزماتهم السابقة، رغم ظهور الحريري في عدة مناسبات، ووعده بالعودة أكثر من مرة. لكن ثقافة الإمام المغيّب أو «المنتظر» كانت هي الغالبة، وما تزال، الى أن يطل الحريري على شعبه المفجوع، من بيت الوسط أو قصر بعبدا.. فيريح بعدها ويستريح.. لتبدأ إشكالية جديدة، لا يعلم إلا الله كيف تنتهي.