يعرف اللبنانيون أن ولاية رئيس الجمهورية عندهم تمتد ست سنوات، إلا إذا أدخلوا تعديلاً في الدستور. وأن السنوات الست تقسم الى ثلاث مراحل، الأولى سنتان، تقضيها الكتل النيابية في الترحيب بالرئيس وذكر محاسنه وايجابياته. والمرحلة الثانية يراوحون خلالها بالتعاطي مع انجازات الرئيس وما قدّمه للبلد في الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية. أما المرحلة الثالثة ومدّتها سنتان فهي مرحلة الوداع، ونبش الأخطاء ورسم طريق الخروج من قصر بعبدا إلى داره العامرة. لكن يبدو أن الرئيس ميشال عون بدأ يطوي المهل والمراحل، ذلك أن الانجاز الكبير الذي ينتظره اللبنانيون هو الانتخابات النيابية، وقد جرى تأجيلها بعد التمديد غير المبرّر للمجلس النيابي، بذريعة عدم التوافق على قانون جديد للانتخابات. وقد لا يتفقون الآن كذلك. وعلى الرغم أن الرئيس سوف يدلي بحديث مطوّل يوم الاثنين القادم يعدد فيه انجازاته، الا أن زلات اللسان وسقطات القدم التي تورّط بها فريق عمل الرئيس وأنسباؤه، وأبرزهم جبران باسيل.. تجعل الرئيس مضطراً للاعتذار والدفاع عن نفسه أمام شعبه.. وهذا ما لم يعرفه الرئيس ولم يألفه في حياته السياسية.. فكيف ستمضي هذه السنوات؟!