يهلّ علينا شهر رمضان المبارك هذا العام وأمتنا مشغولة بقمم الرياض وبيانها الختامي، وجولة الرئيس ترامب في القدس وبيت لحم، وبعدها في روما والفاتيكان. أما لبنان فما يزال غارقاً في قانون الانتخاب، ما بين النسبي والأكثري، ومؤخراً بين التمديد والتجديد. أين رمضان من كل هذا؟ نجده في البرامج الترفيهية على شاشات التلفزيون، حيث اعتبر رمضان محطة استراحة لمعظم البرامج التي لا علاقة لها بشعبان أو رمضان، ولا بالصيام أو القيام.. انما هي موسم لتبديل الوجوه التي سئم المشاهد ما تعيده وتكرره، وقد أتى رمضان ليشكّل فرصة لتبديل الوجوه والبرامج. لكن ما نتمناه هو أن تكون استراحة رمضان مبرراً لشيء عن آداب الصيام ومتطلباته.. بينما يجري التركيز على ارتفاع الأسعار والتزاحم في الأسواق، كأنّ رمضان شهر طعام وليس شهر صيام. ومما يلفت النظر أن بلدية طرابلس -مثلاً- أعادت تنظيم الأسواق التجارية ونظام مرور السيارات، استدراكاً منها لما يجري في مناسبات أخرى، كالميلاد ورأس السنة، وما يفعله المواطن خلال هذه المواسم في ليله أو نهاره، مما يستدعي زحاماً في السير أو تزاحماً في المطاعم والمقاهي.. فاللهم بلّغنا رمضان، وأعنّا على حسن صيامه وقيامه، انك نعم المولى ونعم النصير.