معروف لدى اللبنانيين أن مدة ولاية رئيس الجمهورية هي ست سنوات، وأن القوى السياسية ووسائل الإعلام ترحب بالرئيس وبعهده الميمون خلال السنتين الأولى والثانية، ثم تلتزم الموضوعية والحياد إزاء ممارسات الرئيس خلال السنتين الثالثة والرابعة. أما في الخامسة والسادسة فتبدأ عملية زرع الألغام في مسار نهاية الولاية، مستخرجة الأخطاء وزلات القدم واللسان تمهيداً لرحيل فخامة الرئيس، الذي يحظر عليه الدستور تجديد ولايته أو تمديدها. لكن فخامة الرئيس عون يمارس عملية استعجال الخطى خلال السنتين الأولى والثانية، فيمنح المراقبين ووسائل الإعلام ذرائع وأخطاء يستطيعون من خلالها كشف عورات الرئاسة وأخطائها، رغم وجود جيش من المستشارين والمستشارات في قصر بعبدا يفترض بهم تعبيد الطريق أمام الرئيس وتصويب قراراته وخطواته، وفي طليعة ذلك ما يقوله ويفعله «صهر الرئيس»، الذي حرم من الولد الذي يمكن أن يخلفه. فالحياة السياسية في لبنان لم تعرف رئيساً ورّث ابنه أو قريبه، فكلهم جمع أمتعته وعاد الى منزله.. إلا الرئيس عون الذي ترأس حكومة من ثلاثة وزراء عام 1988، رابط في «قصر الشعب» الى أن تولت مقاتلات «دولة الوصاية» ترحيله الى منزل السفير الفرنسي، ومنه إلى باريس.