أبرز المواسم الخطابية والسجالات السياسية تلك التي دارت في مجلس النواب الأسبوع الماضي. فالسادة النواب كانوا مدعوّين لإجازة الموازنة العامة للعام 2017 التي تقدمت بها الحكومة، دون قطع حساب طيلة الاثني عشر عاماً الماضية. لذلك فقد تلقف السادة النواب المناسبة ليطرحوا كل ما في جعبهم وثنايا صدورهم، من قضايا سياسية وإنمائية وسيادية واقتصادية، بما في ذلك قانون الانتخاب، رغم أن الجلسات الصباحية والمسائية محصورة بالموازنة العامة. إلا أن السادة النواب أوغلوا في الحديث عن كل شيء، وحرصوا على إبراز كفاءاتهم الخطابية وربما المسرحية، خاصة أنهم غائبون عن الشأن العام، وربما لا علاقة لهم بالشأن السياسي والسيادي، لأن مجلسهم مطعون بشرعيته، وقد مدّد لنفسه ثلاث مرات، وربما يمدّد الرابعة، فهي فرصة للترويج الانتخابي. أما مدير الجلسات الرئيس نبيه بري فقد كان يطيل الاستماع الى الخطب المتكررة، واقفاً أو جالساً، بعيداً عن المطرقة التي تذكر بانتهاء الوقت.. وقد أدرك الجميع أنها كانت الفرصة النادرة لتوجيه سهام النقد الى «العهد الجديد» ورجاله ووزرائه، خاصة بعد اللقاء الذي جمعه بالرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط. فهل يتسع الخرق ويستعصي على الراقع؟