لم يعرف التاريخ الحديث حرباً داخلية في بلد حرّ ومستقل - مثل ســـوريا- تستغرق سبع سنوات، يجري خلالها استعمال كل أنواع الأسلحة، من المدفعية الثقيلة إلى البراميل المتفجرة الى القصف الجوي والصاروخي، وقد بدأ الصراع داخلياً بين المظلومين والمقهورين، والتيارات الفكرية والسياسية، ثم تحول إقليمياً دخلت فيه تركيا وإيران والأردن والسعودية وغيرها، ثم دولياً وفي المقدمة روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بذريعة مكافحة الإرهاب ممثلاً بتنظيمي داعش والنصرة.. حتى إذا دخل مجلس الأمن الدولي على الخط لوقف القصف والدمار وقتل المدنيين، واتخذ قراراً بإجماع أعضائه بوقف المعارك، لم تلتزم دول كبرى بالقرار الدولي، وتتابعت عمليات تدمير المنازل والمشافي والمدارس، واستمر العالم كله يرصد هذه المجزرة التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وعشرات الملايين من المشردين. أما المدخل الى الحل السياسي فهو شبه مقفل، لأن هناك من يطالب بتنحي رأس النظام الذي أزهق الأرواح ودمر البلاد والعباد، ومن يصرّ على استمراره في السلطة، سواء عبر اجراء انتخابات شكلية، أو وراثة عائلية.. وكان الله في عون سوريا والشعب السوري المظلوم.