النازحون.. ومرجعيّة العودة
انتشرت خلال الأسبوع الماضي سجالات حول النازحين السوريين الى لبنان، ومن هي المرجعية الأمنية والسياسية في عودتهم، هل هي الأمم المتحدة أم النظام السوري أم فصائل المعارضة المسلحة. كأن الحرب الدائرة في سوريا انتهت، وأعيد إعمار المدن والقرى المهدمة. وباعتبار أن حزب الله شريك في هذه الحرب، فقد أدلى السيد حسن نصر الله برأيه وقال ان النظام السوري هو المسؤول وصاحب الصلاحية.. ناسياً أن هناك نازحين معارضين يحتل الحزب منازلهم أو قراهم، وأن في سوريا مدناً وقرى مهدمة تحتاج إلى مشاريع إعمار، وأن ذلك يستدعي جهوداً دولية ومؤسسات انسانية. وماذا لو عادت مجموعة من النازحين ووجدت أن ميليشيات طائفية أو عنصرية تحتل قريتهم.. هل يخوصون حرب تحرير جديدة.. أم يستنجدون بـ«داعش» أو «النصرة» أم يطلبون دعماً من «الجيش الحر» أم أحرار الشام أم فيلق القدس أم الرحمن؟! وقد تبادر الى أذهان الناس أن الحرب قد انتهت، ولذلك فإن حزب الله بات هو المرجعية الأمنية والعسكرية للحرب القائمة. فالقضية ليست مشكلة نازحين يريدون أن يعودوا الى منازلهم، وقد غادروها ودخلوا الأراضي اللبنانية دون أن يستأذنوا أحداً، ولو تيسرت لهم سبل العودة لما كانت أمامهم مشكلة حول من يستأذنونه في ذلك.