احتفل العالم بمناسبتين متشابهتين ومتقاربتين، ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه و سلم في الثاني عشر من ربيع الأول الجاري، ويحتفل بذكرى ميلاد نبي الله عيسى عليه السلام يوم الأحد القادم في الخامس والعشرين من كانون الأول. وإذا كان من حق المؤمنين أن يحتفلوا بمثل هذه الذكريات لما تحمله من معانٍ سامية ارتبطت بمولد كلّ من الرسولين الكريمين، فإن المستجدات على الساحة اللبنانية تتيح لجميع اللبنانيين أن يحتفلوا بإنجازات حملت إليهم البهجة والسرور، هي انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور هذا الموقع قرابة ثلاثين شهراً، وتكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية، وتشكيل حكومة العهد الأولى وانعقاد أولى جلساتها يوم الأربعاء الماضي. وإذا كان معظم اللبنانيين قد اشتكوا من تضخم عدد الوزراء رغم أن عمر الحكومة سيكون قصيراً إذا التزمت بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، إلا أن البيان الصادر عن جلسة مجلس الوزراء الأولى حمل عناوين واعدة لاجتماعات المجلس، خاصة أنها حددت يوم الأربعاء من كل أسبوع موعداً للانعقاد. فهل تستكمل الحكومة عدّتها كما استكملت عديدها، لتكون حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين، عندما تلبي حاجاتهم وتقدم لهم ما يستحقون من انجازات وخدمات.