المصالحة التي ضمت الرؤساء الثلاثة: عون وبرّي والحريري يوم الثلاثاء الماضي، وتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا حتى قبل وصول ضيوف القصر.. لم تفاجئ المراقبين. فالمعني بالخلاف هو وزير الخارجية جبران باسيل، ويبدو أن أياً من الرؤساء لم يتطرّق الى خلافه مع الرئيس بري، ولا الى اشكالية «البلطجيّة» التي اتهم بها باسيل الرئيس بري.. وانما طغت عليها زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد الى بيروت، تمهيداً لزيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون أواسط الشهر الجاري. كذلك الخلاف على الحدود البحرية عند البلوك 9 مع الكيان الصهيوني، وكذلك الخلاف البري وبناء الجدار الاسمنتي الذي يخترق الأراضي اللبنانية.. كل هذه القضايا فرضت نفسها في لقاء بعبدا، وحتمت على الرئيسين عون وبري الاستجابة لوساطات حزب الله وغيره من الحلفاء، والاهتمام بملف الانتخابات والقضايا الإقليمية والعربية الأخرى. وهذا لا يعني إنجاز الحوار السياسي والانتخابي، وانما مجرد ازالة العقبات أمام هذا الاستحقاق الذي يمهد الطريق لإجراء الانتخابات وإزالة العقبات التي قد تحول دون اجرائها.. فضلاً عن متعلقات قانون الانتخاب وحتمية تعديله. فهل تصمد المصالحة حتى إجراء الانتخابات؟!