اعتاد العرب في تاريخهم الحديث على أن تكون الاعتداءات عليهم ثلاثية، فالعدوان على مصر عام 1956 كان ثلاثياً، شاركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. واحتلت القوات الغازية يومها صحراء سيناء وصولاً إلى قناة السويس، التي أممها الرئيس عبد الناصر. وفي الأسبوع الماضي كان هناك عدوان ثلاثي على سوريا، شنّت فيه طائرات أمريكية وبريطانية وفرنسية، غارات جوية وقصفاً صاروخياً على مطار تيفور في ريف حمص، ومراكز أبحاث ومخازن أسلحة قرب مطار المزة ومركز برزة. ويفاخر إعلام النظام في دمشق بأن هذه الغارات لم توقع اصابات أو دماراً واسعاً، ليس بفضل وعي النظام وحنكته، وانما لأن الرئيس الأميركي (ترامب) استمر اسبوعاً وهو يهدد ويتوعد، كأنه يطالب النظام بإخلاء هذه المواقع، حتى لا تشتد الحملة على التحالف الغربي لأنه قتل مدنيين أو دمر مواقع مدنية. أما جرائم النظام السوري وحلفائه بقصف الأحياء السكنية والمدارس بالسلاح الكيماوي أو بالبراميل المتفجرة، فقد وصلت لجان التحقيق إلى دمشق في السابع من نيسان، وحتى يوم الأربعاء (18 منه) لم تستطع القيام بتحقيق جدّي في مدينة دوما التي تعرضت للقصف بالكيماوي.. وهكذا أتى العدوان الثلاثي على سوريا بدون ضحايا.