منذ إعلان الرئيس سعد الحريري عن تقديم استقالته يوم السبت الماضي، والإعلام اللبناني يكاد يضرب بعضه بعضاً.. سواء في الصحافة المكتوبة أو القنوات التلفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعي. وقد استدعت وسائل الإعلام معظم رجال السياسة، سواء من تيار 8 آذار أو 14 آذار، ومن يملكون معلومات عن الحدث الكبير، غياب الرئيس سعد الحريري، أو تغييبه أو تهديده أو اختطافه.. لكن الإعلام بقي بعيداً عن الحقيقة، ذلك أن الحدث في الرياض وليس في بيروت، وما جرى في الرياض خلال الأسبوع الفائت يثير العجب ويصدم المراقب، سواء كان سعودياً أو عربياً أو أجنبياً، خاصة بعد عمليات الاعتقال الواسعة التي شملت أمراء ووزراء وكبار رجال الأعمال. وهذا ما لم يقع مثله ليس في السعودية أو الخليج، وإنما في أيّ من أقطار العالم. وبالعودة إلى غياب الرئيس الحريري عن الصورة، بقي احتمال لم يشر إليه أحد، هو أن القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان سوف تصدره المحكمة قريباً، وقد باتت وجهته معروفة، فربما رغبت الجهات الدولية التي أشار إليها بعضهم، أن تبعد الرئيس الحريري عن الحكومة في هذه المرحلة، أو أن تقصيه عن حزب الله، حتى يكون بعيداً عن الاحتكاك.