في السنوات السابقة كانت أسوأ مهنة يمارسها الفلاح اللبناني، لا سيما في سهل البقاع الشمالي، هي زراعة الحشيشة.. وكان المطلب الشعبي الذي يرفعه الجميع في تلك المنطقة إلى الدولة هو توفير الزراعات البديلة، كالخضروات والفواكه، بديلاً عن الحشيشة التي يعتاش من عائداتها عدد كبير من أبناء المنطقة. وكان الفلاح البقاعي يتوارى إذا ما رآه عابر سبيل أمام حقله المزروع حشيشة، أو يسارع الى حصاد إنتاجه الزراعي إذا اقترب موسم الصيف، حيث يغطي نبات الحشيشة أرض البقاع. اليوم انقلبت الآية، وباتت الحشيشة مادة علاجيّة، يجري حصادها جهاراً نهاراً وتكديسها في صناديق كي يجري تصديرها الى أقطار أوروبية وأمريكية جنوبية حتى تستثمرها مصانع الأدوية. لكن ماذا لو استبقى المزارع اللبناني كمية من انتاجه الزراعي لتكون «حشيشة كيف»، أو وضعها في حقيبة سفر لينقلها ويبيعها في قطر خليجي أو أمريكي جنوبي؟ هل يمكن اعتبار ذلك تجارة مشروعة أم تهريباً للمخدرات؟ قد يفتقد كاتب هذه السطور للثقافة الزراعية المطلوبة.. لكن ماذا لو وفرت حكومتنا (العتيدة القادمة) على نفسها وشعبها اشكالات التصدير والفرز والتصنيع فجهزت زراعات بديلة.. فترتاح وتستريح!!