بالأمس تحدّثت بعض القوى الإقليمية والقومية عن الهلال الشيعي، وبعضهم قال إنه أصبح بدراً. واليوم، ولا سيما بعد زيارة الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان للخرطوم ثم جولته السودانية والافريقية، فتح بعضهم الحديث عن «قوس اخواني»، فالحديث قديم عن الدولة الإسلامية في السودان منذ عام 1989، ثم نموذجها المغاربي، وأخيراً عودة هذا القوس الى اليمن بعد التفاهم الذي جرى بين «التجمع اليمني للاصلاح» ووليّي العهد بالسعودية ودولة الإمارات، خاصة أن الرئيس أردوغان يفاخر بعودة زوجته المحجّبة الى جانبه في كل سفراته وجولاته، وكان وما يزال يفاخر بشعار «رابعة» حين يرفع يده ضامّاً أحد أصابعه مطلقاً أربعة منها فقط. وقد غاظ هؤلاء احترام أردوغان للنموذج الاخواني، ودفاعه عن الدولة العثمانية وتعهّده اعادة بناء جزيرة سواكن على الساحل السوداني للبحر الأحمر، التي دمّرها الاستعمار البريطاني، ويعود الأتراك ليشيّدوها من جديد. ولم ينس هؤلاء أن بناء قاعدة عسكرية تركية في سواكن يعني بسط السيطرة على البحر الأحمر، الذي يتحكم بـ 85٪ من النفط الذي يعبر من المنابع الخليجية الى كل أنحاء العالم.. فهل عاد هؤلاء إلى الحديث عن الخطر الإسلامي بعد الضربات التي تلقاها؟