هاجم الرئيس السابق لمكتب المفتش الخاص لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، علي أكبر ناطق نوري، النظام الإيراني بشدة وقال: إن إيران تفتقر إلى أبسط أسس وأدوات الديمقراطية كالأحزاب والانتخابات الحرة، وإن إيران لا تعرف قواعد اللعبة الديمقراطية. جاء حديث ناطق نوري في لقاء خاص مع وكالة أنباء العمل الإيرانية «إيلنا» بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وانتقد نوري في حديثه طريقة انتخاب الرئيس، كما اعتبر طريقة انتخاب مجلس خبراء القيادة خاطئة أيضاً. وتساءل نوري عن انتخابات مجلس خبراء القيادة وقال: إذا أردنا أن ننتخب خبراء القيادة، نقول إن الشعب هو من ينتخبهم مباشرة، هل جميع الشعب هم من الخبراء أم لا؟ وهل لديهم القدرة على التفحص لانتخاب شخص يكون خبيراً في مجلس خبراء القيادة ولديه سلطة انتخاب المرشد لقيادة المجتمع؟ 
وأضاف: «أعتقد أن هناك نظاماً للانتخابات، وأعني بهذا النظام، الديمقراطية، والاحترام لأصوات غالبية الشعب والقبول بأصواتهم فهذه هي الديمقراطية، وإذا أردنا أن يكون صوت الشعب هو مرجعنا فهناك أدوات مفيدة ومهمة، وهي وجود الأحزاب».
وانتقد نوري طريقة انتخاب الرئيس في إيران، واعتبر أن الرئيس ينتخب عن طريق ما سماه «الموجة الانتخابية» في إشارة إلى شحن الشارع الإيراني للمشاركة بالانتخابات، وليس عن طريق الديمقراطية أو التعددية الحزبية.
وأضاف نوري قائلاً: «لا يمكن الحكم وإدارة البلاد بهذا الشكل، نحن ننتخب الرئيس عبر موجة انتخابية، لهذا فإنه عندما يتغير الرئيس، نرى رئيساً قد يختلف 180 درجة عن الرئيس الذي سبقه، وهذه هي المشكلة الحقيقية التي نعاني منها، لذلك فإن الديمقراطية باتت ضرورية ولكن ليس لدينا أدواتها ولا أحزابها».وتابع نوري مؤكداً غياب الديمقراطية في إيران قائلاً: «يجب أن تكون لدينا أدوات الديمقراطية، ولكن نحن لا نمتلك أدوات الديمقراطية، ولا حتى نعرف «قواعد اللعبة» الديمقراطية».
مضيفاً: «صحيح أن لدى الجمهور العام أسساً ومعايير لانتخاب الرئيس، ولكن إذا لم يكن هناك أحزاب تمتلك لجاناً مركزية خاصة، فلا يمكن تحديد من هو المرشح المؤهل للرئاسة، لأن الرأي العام دون وجود حزب لا تأثير ومعنى له، لأن جميع الناس ليسوا من الخبراء ليحددوا المرشح المؤهل».
وقارن نوري بين الانتخابات الرئاسية والديمقراطية في إيطاليا وإيران، وقال: «في إيطاليا لديهم أدوات الديمقراطية ويجيدون اللعبة الديقراطية، على سبيل المثال عندما يدعم حزب إيطالي مرشحاً في الانتخابات ويفوز، ستتشكل أعضاء الحكومة من كوادر هذا الحزب وهذا طبيعي جداً وقاعدة معقولة، ولكن نحن ليس لدينا أي من هذا».
وحول الصراع بين المحافظين والإصلاحيين قال نوري: «نشاهد اليوم  تيار المحافظين يطعن بالإصلاحيين، ومن ثم الإصلاحيون يطعنون بالمحافظين، لذلك لمدة 40 عاماً ونحن لا يمكن أن يكون لدينا حزب صحيح في إيران».
وأكد نوري عدم فاعلية الأحزاب في إيران وقال: «هناك 250 حزباً لديهم تصريح من قبل وزارة الداخلية للعمل والنشاط، ولكن في الواقع لا نرى أي شيء من هذه الأحزاب، وكما يقول المرشد خامنئي؛ هؤلاء ليسوا أحزاباً بل قبائل».
وانتقد نوري التمترس خلف السلطة والمرشد لتصفية الخصوم من الساحة السياسية، وقال بأنه في السابق رفعت شعارت كشعار لا حزب إلا حزب الله، ولا قائد إلا روح الله (الخميني)، وحينها لم يجرؤ أحد على الاعتراض على هذا الشعار.
وينتمي نوري إلى تيار المحافظين المعتدلين، وكان يشغل منصب رئيس البرلمان الإيراني ومن المقربين لدوائر صنع القرار في إيران، وحذر نوري عدة مرات في وقت سابق من هيمنة فئة قليلة على السلطة في إيران.}