عبد القادر الأسمر

أما آن الأوان لتغدو طرابلس مدينة تستحق لقب العاصمة الثانية بحق وأن تكون كما حلب المدينة الثانية في سوريا والاسكندرية بالنسبة الى مصر واسطنبول في تركيا ولارنكا في قبرص؟ 
إن القضية تحتاج الى قرار جريء وحرّ يعكف على تنفيذه فعاليات طرابلس والوزارات المعنية كلٌ في إطارها وإمكانياتها.
ولا شك أن طرابلس غنية بالكفايات والقدرات لأن تحمل على عاتقها سبل نهضة طرابلس وانتشالها من زوايا الاهمال والتشبث بحقوقها كعاصمة ثانية.
إن طرابلس التي تعاني من الاجحاف لن تبقى في حالة الشكوى وجلد الذات والنق بل ستقتحم كل المجالات التي يمكن أن تنعشها إقتصاديا وهذا حق لها وهي مؤهلة لأن تصبح في مصاف المدن المتطورة والمتقدمة وليس هذا المطلب صعب المنال إذا ما أصرّ نواب طرابلس وفعالياتها على تنفيذ المشاريع التي تخدم هذه المبادرة وهي باتت معلومة لدى الجميع وبصورة خاصة عند الدولة نفسها لكثرة ما طرحها نواب طرابلس وفعالياتها ورجال الاعلام فيها وخاصة في اليوم الطرابلسي الطويل الذي عقده الرئيس السنيورة في «يوم طرابلس» في السرايا الحكومية قبل بضع سنوات ولكنها تمخضت عن مشاريع لم تنفذ ولم يتابعها أحد.
ومن هذه المشاريع الملحة تشغيل مرفأ طرابلس الحيوي الذي يتمتع بكامل المواصفات ولا يعمل بكامل طاقته وهو مؤهل ليستوعب مختلف أنواع السفن لذا ينبغي أن يشجع رسوّ السفن التجارية فيه أو تخصيص أنواع من البضائع مثل الماشية والأخشاب وغيرها. وفي طرابلس أَهم معرض في الشرق الأوسط يتمتع بقرار حصرية المعارض الدولية فيه ومؤهل لاستقبال كبرى المعارض العالمية وعلى وزارة الاقتصاد أن تشجع إقامة هذه العارض فيه وهذا ما يفسح مجال العمل لطاقات المدينة الشابة.
إن المنطقة الاقتصادية المتخصصة «السوق الحرة» اكتفت الحكومة بتعيين مجلس إدارتها ولم تنظم هيكليتها وهي بانتظار دفعها للعمل بسرعة.
ولا ننسى مطار القليعات الذي يحتاج الى 10% من التأهيل ليصبح مطاراً دولياً يحقق فرص العمل لمئات الشباب من طرابلس وعكار والمنية. 
إن إمكانات طرابلس السياحية التي تحتاج الى تأهيل ووضعها على خارطة لبنان السياحية تحثّ مكاتب السفريات والرحلات على تضمين طرابلس في برنامجها السياحي.
وبإمكان طرابلس أن تنعم بالكهرباء 24 ساعة يومياً بالمبادرة التي أطلقها الرئيس نجيب ميقاتي في شركة «نور الفيحاء» التي لم تهتم بها الوزارات المختصة ولم تمنحها الترخيص لبدء عملها.
وتتمتع طرابلس بموقع مناسب لانطلاقة ورش الاعمار في سوريا بعد أن تجهز خطوط السكك الحديدية باتجاه حمص التي افتتحها الرئيس ميقاتي منذ سنوات وتحتاج الى عزيمة لترميمها.
وتشكو طرابلس من تجاهل كفاءاتها وشبابها في وظائف الفئة الأولى، بل الثانية والثالثة أيضاً في مختلف الوزارات فلا تجد طرابلسياً في هذه الوزارة أو تلك ولا يحسب لها حساب في ملف التعيينات القضائية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية.
لقد سمّيت طرابلس «مدينة منكوبة» نتيجة جولات الاقتتال الداخلي التي أثرت على الوضع الاقتصادي في المنطقة وزادت من موجات الفقر والبطالة والمشاكل الاجتماعية ونسأل في هذا المجال أين هي الـ100 مليون دولار والمقررة لطرابلس، أما آن الأوان لصرفها في مشاريع منتجة؟
إننا نحمل نواب طرابلس مسؤولية التقصير في حقها وندعوهم الى توزيع المطالب الطرابلسة عليهم بحيث يتحمل كل نائب مطلباً ويحدد له ملفات مدروسة لينفذه وهذا ليس بعسير.