عبد القادر الأسمر

وكيدانيان هذا هو وزير السياحة في الحكومة الحالية والذي خرج عن حدود اللياقة عندما أساء لعلاقة لبنان بالدولة الصديقة تركيا في حوار أجري معه في برنامج تلفزيوني حيث فوجئ المشاهدون بأن هذا الوزير الأرمني لا يحسب نفسه عضواً في حكومة لبنانية جامعة تحرص على تمتين عرى التواصل مع الأشقاء العرب ومع الأصدقاء الأوفياء وفي مقدمتهم الدولة التركية التي تكن الوداد للبنان وتؤكد في كل مناسبة حرصها على سلامته وأمنه وتعزيز اقتصاده، فألغت لهذه الغاية سمات الدخول لتفسح المجال لتبادل التعاون السياحي والاقتصادي ما تؤكده أرقام السياح اللبنانيين لتركيا وتنامي عدد السواح الأتراك في لبنان في أمثولة نادرة عن هذا التعاون السليم والمتنامي.
لكن هذا الوزير الأرمني الذي لا يزال يحمل الحقد في نفسه تسأله مقدمة البرنامج مجموعة أسئلة ذكية وجريئة تستدعي إجابات صريحة ومباشرة دون التفاف أو مداهنة وتخيره بين أمرين عليه أن يختار بينهما مع تبريره لهذا الاختيار وتسأله عما يختاره تركيا أم «إسرائيل» ويسارع إلى الإجابة بأنه لا تفضيل بينهما والاثنان حسب رأيه أعداء لنا أي للأرمن وربما كان على وشك بأن يفضّل «إسرائيل» على تركيا.
عجيب أمر هذا الوزير الذي يفترض فيه أن يتخلى عن عنصريته ويتواضع لمسايرة مصلحة لبنان فلا يسبب لحكومة بلده «أزمةً دبلوماسية» نحن في غنى عنها ولا مبرر لموقف هذا الوزير الأرمني الذي تخلّى عن بلده لبنان إن كان حقاً يعتبر أن لبنان بلده.
وهذا التساؤل عن «بلد» هذا الوزير الأرمني ناجم عن اعترافه صراحةً بأنه يفضل أرمينيا على لبنان جواباً على سؤال المذيعة أيهما يختار أرمينيا أم لبنان، وقد كان من المأمول على الأقل أن يختارهما معاً لكن الوقاحة والازدواجية التي تطبع بعض الأرمن في لبنان هذا البلد الذي آواهم واحتضنهم ومنحهم جنسيته على أمل أن يكونوا أوفياء له ولا نقول أن يتخلوا عن حنينهم لبلد أجدادهم أرمينيا، ولكن على الأقل أن يعتبروا لبنان وأرمينيا صنوان حتى لا يثيروا اللبنانيين عليهم ويسيؤوا لعلاقات لبنان مع أشقائه و أصدقائه تلكم العلاقات التي ضرب بها هذا الوزير عرض الحائط غير مبال برأي حكومته اللبنانية التي أجمعت على تجنب الخضّات المجانية والخصومات.
ونعود إلى الوزير الأرمني غير اللبناني أوفاديس كيدانيان لنسأله عن سبب موافقته على المشاركة في حكومة لبنانية لا تعبر عن انتمائه العنصري فإذا كان يعتد بجنسيته الأرمنية بالدرجة الأولى وبأرمينيا قبل لبنان فعليه أن يستقيل من هذه الحكومة اللبنانية انسجاماً مع عقيدته العنصرية ومن هنا فإننا نرى أن على رئيس الحكومة سعد الحريري أن يدعو إلى محاكمته فى محكمة الرؤساء والوزراء بتهمة الخيانة العظمى حفاظاً على أصالة لبنان وعروبته، كما نطالبه بالاعتذار من الشعب اللبناني الذي فتح صدره للأخوة الأرمن بكل طيب خاطر وهو كان يأمل أن يعبروا عن عرفانهم بالجميل للبنان لا أن يتقوقعوا في عنصرية يمكن ان تسبب لهم خصومات والانعزال بسبب مثل هذه المواقف الذي أطلقها هذا الوزير الذي لا ينطق عن الهوى ولا يتخلى عن آرائه العنصرية رغم أنه وزير في حكومة لبنانية وظل متمسكاً بعنصريته المستهجنة بكل تحدّ واستعلاء.
وكان الله في عون لبنان على المنتمين إليه ويفضلون عليه أرمينيا أو إيران.