عبد القادر الأسمر

أيها الاخوة الأفاضل، انه لمجلس كريم بردّ الجميل والوفاء لمخضرمي الصحافة في طرابلس، بعد ان قضينا ما يزيد على أربعين سنة في مهنة البحث عن المتاعب بإخلاص وتفانٍ، عسى أن نكون قد أدينا واجبنا على الصعيدين الثقافي والإسلامي.
لقد قضيت أربعة عقود في الصحافة الثقافية والصحافة الإسلامية، وأنجزت بفضل الله مئات التحقيقات والحوارات والتقارير والمقالات، وحاورت مئات الشخصيات الثقافية والإسلامية، فأشكر للجماعة الإسلامية تكريمها لنا، ولا أغالي إذا ما أشرت إلى أن الجماعة الإسلامية هي كبرى الحركات الإسلامية وأكثرها تألقاً وحضوراً في المجتمع الطرابلسي وسائر أنحاء لبنان، وخاصة لدورها الدعوي والسياسي والوطني بكل حكمة ووعي ووسطية واعتدال، ما أهّلها لأن تكون من مصافّ الأحزاب اللبنانية الكبرى التي تضم المثقفين والخلوقين المنتشرين في مختلف المناطق اللبنانية، الذين أكدوا حضورهم عبر المؤسسات الراسخة ومنها:
جمعية التربية الاسلامية المشرفة على مدارس الإيمان الإسلامية، والدور الريادي الذي لعبته هذه المدارس في تكوين شخصية الطالب الإسلامية، وهو ما كنا نفتقره قبل عقود .
أما الجمعية الطبية الاسلامية التي نمت بسرعة وتفوّق اسعافها على سائر الإسعافات سرعة وحضوراً وعلاجاً. ورابطة الطلاب المسلمين، حيث جمعت آلاف الطلاب المسلمين  التي عززت حضورهم وأهميتهم ودورهم في الثانويات والجامعات المختلفة، وجمعية النجاة الاجتماعية الخاصة بالأخوات والسيدات.
واذاعة الفجر التي يزداد انتشارها يوماً بعد يوم، ومستشفى دار الشفاء التي سدّت ثغرة كبيرةً في المجتمع الطرابلسي. أما مركز الدعوة الإسلامية الذي انشئ مؤخراً ليستوعب معظم هذه المؤسسات، فانه سيصبح ركناً اجتماعياً مميزاً في طرابلس.
ولا يمكن أن ننسى مجلة الأمان الاسبوعية، التي يشرف على تحريرها الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية الأخ إبراهيم المصري، رائد الإعلام الإسلامي في لبنان والوطن العربي، ندعو له بدوام الصحة والعافية أطال الله عمره.
إن للجماعة الإسلامية دوراً مهماً على الساحة الوطنية والسياسية والإسلامية، ما جعلها تستحق بجدارة ان يكون لها اكثر من نائب في بيروت وطرابلس والضنية وعكار.. نظراً لكونها تمثل الشارع الإسلامي اللبناني بصدق وإخلاص.
يسرني ان اغتنم هذه الفرصة لأعلن عن قرب انتهاء كتابي الثاني بعنوان: الحركات والجمعيات والشخصيات الإسلامية في طرابلس والشمال، وهو كتاب يضم ستين مقابلةً مع شخصيات إسلامية فاعلة، بعد كتابي الأول «الثقافة شمالاً» الذي يضم عشرات المقابلات الثقافية والأدبية، وهو ضمن سلسلة كتب تحت عنوان «أربعين سنة صحافة» الذي لاقت ترحيباً في الأوساط الثقافية، ونأمل أن يحظى كتاب الحركات الإسلامية برضى المعنيين. 
أيها الإخوة الأفاضل.. لا يسعني إلا أن أغتنم مناسبة الجمعة 19 كانون الاول 2016 الذي تصادف ذكرى مرور عشر سنوات على استشهاد ولدنا ماجد يوم الجمعة 19 كانون الأول 2006، وهو رقيب أول في الجيش اللبناني – فوج الهندسة، الذي فكك عبوات الألغام والقنابل العنقودية ليكون قدر الله في ذلك اليوم ليرتفع شهيداً إلى جنان الخلد بإذن الله.
اننا نعتبر تكريم الجماعة الإسلامية لنا (كإعلاميين) بمثابة حافز لأن نجدد نشاطنا ونعقد العزم على متابعة دورنا في رفع مطالب طرابلس المحرومة المزمنة منذ أربعة عقود، والعمل على محاربة أعداء المدينة الذين يتهمونها بالإرهاب، لنؤكد اعتدال هذه المدينة وحرصها على العيش الواحد. ورغم ذلك لم تحظ بأي اهتمام من الوزارات المختلفة ومؤسساتها، وحرمت المشاريع الإنمائية لصالح مناطق محظوطة وأملنا كبير بأن يتعاون الإعلاميون في طرابلس على صون حقوقها بعد ان تناسى معظم نوابها دورهم المطلوب.