أبو محمد

الثورة التكنولوجية والالكترونية التي بدأت مع نهاية القرن العشرين الماضي، مستمرة ومتواصلة وتأخذ بطريقها الكثير من الأمور التي ظلّت على مدى عقود، بل قرون، لها تأثيرها ودورها وفعاليتها وحضورها، ومن هذه الأمور الطباعة الورقية على تنوّعها واختلافها وتعددها.
لقد شهد العالم الرقمي ثورة حقيقية في عالم الاعلام الالكتروني، خاصة في ما يُعرف اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي، حتى تحوّل كل مواطن الى صحافي ورجل إعلام، تنقل «كاميرته» ما يحيط به وبشكل مباشر الى كل أنحاء العالم، وتوثّق الأحداث بالصورة والصوت، حتى ان هذا الإعلام الجديد فعل فعله في ما يوصف بأحداث «الربيع العربي» حيث أدى دوراً مهماً في نقل الفعاليات الشعبية في ظل أنظمة استبدادية قمعية، ما أسقط حاجز الخوف عند الشعوب.
لكن هذه الثورة في هذا المجال كانت على حساب وسائل إعلام أخرى ظلّت متربعة على عرش هذا «العالم» الى وقت قريب، كالإعلام المرئي، ومن قبله المسموع والمقروء، ما حدا هذه الوسائل الى التراجع لحساب الاعلام الالكتروني الجديد.
لقد كان أول المصابين أو أول ضحايا الاعلام الالكتروني الجديد، الطباعة بشكل عام والصحافة الورقية بشكل خاص، فنجد أن صحفاً عريقة على مستوى العالم، خاصة الدول التي شهدت ثورات حقيقية في عالم التكنولوجيا والالكترونيات، تراجعت مبيعاتها الورقية، ما جعلها تفكر في الاستغناء عن النسخ الورقية، والاعتماد بشكل أساسي وواسع وكبير على النسخ الالكترونية، خاصة أن لهذه النسخ ميزات وخصائص لا تتوافر في النسخ الورقية، ولا سيما السرعة والتوسع، ومعلوم أن قارئ اليوم يعتمد بشكل أساسي على سرعة المعلومة أكثر مما يعتمد على دقتها، وبالتالي بدأت هذه الصحف، الورقية رحلة التحوّل الى العالم الالكتروني بشكل كامل، أو شبه كامل.
اليوم ونحن في لبنان، باتت الوسائل الالكترونية الرقمية من هواتف وحواسيب محمولة وغيرها وما يتصل بها متوافرة ومنتشرة على نطاق واسع وسهل وبسيط، فقد كان لذلك أثره على الصحافة الورقية أيضاً، ما حدا بعض الصحف الى التركيز على النسخ الالكترونية دون اهمال أو إغفال النسخ الورقية بالكامل، بينما عمدت بعض الصحف الى الاستغناء عن النسخ الورقية والاكتفاء بالنسخ الالكترونية.
اليوم تنضم «مجلة الأمان» الأسبوعية السياسية، التي ظلّت لعقود تعبّر عن توجهات التيار الاسلامي في لبنان، الى قائمة المجلات الالكترونية لاعتبارات عديدة ليس محل ذكرها هنا.
اعتباراً من هذا الأسبوع 13/8 حتى 17/8/ 2018 ستصدر مجلة الأمان نسختها الورقية الأخيرة، وتبدأ مرحلة جديدة من العمل الصحافي عبر الاعلام الالكتروني ومن خلال موقعها على الشبكة العنكبوتية (www.al-aman.com لتظل موقعاً ومنبراً قيّماً للتيار الاسلامي في لبنان في الاعلام الرقمي.
هي دعوة الى كل الأصدقاء والمحبين والمتابعين الى متابعة مجلة الأمان اعتباراً من الأسبوع المقبل عبر موقعها الرسمي، الذي سيأخذ مكانته بحلته الجديدة وفق رؤية متدرّجة في مواكبة الأحداث والتطورات.
أبو محمد