عبد القادر الاسمر

ليس الرقم اعلاه لنمرة سيارة ولا رقم هاتف ولا ورقة يانصيب، بل هو بكل بساطة رقم تاريخي هام وحيوي في مصير لبنان الحديث فهو يؤشر الى تاريخ 31 تشرين الاول 2016 الموعد الفصل بين مرحلتين يمر بهما لبنان تمثل حداً فاصلاً بين لبنان الفوضى و تشرذم الى نقلة طال انتظارها للانتقال الى مرحلة حيوية ينتظرها اللبنانيون على اختلاف فئاتهم وميولهم وخاضوا لاجلها مناورات ومشاورات عجائبية قلبت المفاهيم وأطاحت الثوابت التي يدعي كل فريق انه متمسك بها ولا يحيد عنها ليتضح خلال الشهر الأخير انه ليس هناك من قيم ثابتة ولا مواقف استراتيجية. ورأينا كيف اختلطت المفاهيم وتبدلت القناعات وتقلبت الآراء بصورة تبعث على التندر والتفكه، بحيث صار الخصم صديقاً، والصديق خصماً، وليتأكد ان ليس في السياسة عدو دائم ولا صداقة ابدية، وهذا ما افرزته وقائع الاتصالات لاختيار رئيس للجمهورية التي بدأت بترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والذي لم يلق دعماً من شركائه في الثامن من آذار او بالأحرى من «حزب الله» وعاش لبنان شغوراً بمرحلة انعدام الأمل بانتخاب الرئيس.
وكان على المحاولات السياسية المكثفة ان تذهب في اتجاه دعم ترشيح النائب ميشال عون، لكن ممن؟ من قبل خصمه اللدود الرئيس سعد الحريري، الأمر الذي أطاح التفاهمات الثنائية والثلاثية، وليعلن الرئيس نبيه بري ان كتلته لن تنتخب ميشال عون، فيما بدا موقف «حزب الله» مبهماً وهو الذي يريد في برنامجه الاقليمي ان يبقى لبنان بلا رئيس جمهورية يخرج البلد من حال الفوضى والسلاح غير الشرعي واغراق لبنان في الحرب الاقليمية التي تؤكد اهدافها المعلنة على تثبيت الوجود الايراني في المنطقة وتظهير «حزب الله» مروجاً لسياستها و برنامجها الفئوي الذي لن تتراجع عنه، كما ان انتخاب رئيس قوي وان كان من جماعة 8 آذار سيقف حجر عثرة في وجه هذا المشروع .
ويعيش لبنان في خلال الأيام القليلة التي تفصله عن الجلسة رقم /46/ في خضم اسئلة مشروعة تفتش عن اجابات شافية لها ومنها ما هو موقف الشارع الإسلامي من ترشيح صاحب كتاب «الابراء المستحيل» الذي اتهم فيه مؤلفه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالفساد وتكبيد البلاد عشرات المليارات من الدولارات ديناً .
وهل سيثبت العماد عون انه رجل دولة يسعى لبناء لبنان جديد تنعدم فيه الخصومات الحادة ويسعى الجميع الى اعادة وجهه المشرق بعد طول معاناة؟ وماذا عن المواطن اللبناني الذي بلغ به حالة اليأس اقصى مداها و بات لا يثق بزعامات تتلاعب بثوابته الذي كان يحرص عليها لتثبت الأيام الاخيرة انه على السياسي اللبناني ان يضحي بالمبادئ والمواقف في سبيل الإبقاء على حضوره في الساحة السياسية وما على القيم الا ان تنحني لتبريراته المختلقة وما على الشعب اللبناني الا ان يختار بين الاذعان للمسرحيات السياسية أو ان ينتفض في وجه من تلاعبوا به وعبثوا باقتصاده ومستقبل عياله .
ان تاريخ 31102016 فرصة ذهبية أمام اللبنانيين لكي يغيروا واقعهم ويصونوا بلدهم ويحققوا الأمن والاستقرار الذي افتقدوه منذ سنوات وانها لمسؤولية كبرى في رقبة السياسيين الذين يدعون حب لبنان و نهضته وهذا التاريخ هو امتحان لهذه الادعاءات.