كشف السودان وتركيا عن عملية تعاون في مجال الصناعات الدفاعية. ووقع البلدان في ثاني أيام زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للخرطوم على تسع اتفاقيات اقتصادية بحضور الرئيسين. وطلب الرئيس التركي من الرئيس البشير السماح لتركيا ببناء جزيرة سواكن من جديد، فوافق البشير. بينما شهد الرئيسان عمر البشير ونظيره التركي رجب طيب أردوغان ظهر الاثنين في مدينة سواكن التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية لإنشاء شركة لبناء السفن بين شركة جياد الصناعية ومجموعة الاستثمار التركية. وقال الرئيس بشكل حماسي في ختام منتدى الأعمال السوداني- التركي،إن إنشاء وإحياء جزيرة سواكن رداً على من قام بتدميرها، وجزم في ذات الأثناء بعزم تركيا على بنائها قطعة قطعة بذات تراثها القديم. وذكر البشير في كلمة أمام المنتدى أن حكومتي البلدين اتفقتا على إزالة العقبات، وأفصح البشير في الوقت نفسه عن اتفاق لجدولة الديون بين ولاية الخرطوم وبنك التصدير التركي لإعادة المنح المالية، وأعلن إنشاء بنك تركي بالسودان، وأضاف: «نتطلع لشراكة حقيقية مع تركيا في إنشاء مطار الخرطوم الجديد».
وأضاف الرئيس البشير أن الشعب السوداني يحيي الرئيس أردوغان لمواقفه من الشؤون العربية والإسلامية، خصوصاً موقفه من قضية القدس. 
من جانبه كشف أردوغان عن تعاون بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية. وقال إن بلاده تنتظر من الجانب السوداني خطوات حول الضرائب الجمركية للشركات التركية، ورأى أردوغان أن الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية ستساهم في الوصول إلى مستويات جيدة في التجارة بين البلدين.
أردوغان: لن نطأطئ رؤوسنا إلا لله
وذكر أردوغان أن البلدين بتوقيعهما على 21 اتفاقية خلال يومين يعني وصولهما الى نقطة حسنة جداً، لافتاً الى أن السودان ثاني أكبر شريك اقتصادي لتركيا في إفريقيا. وكان أردوغان قد قال في محاضرة فكرية سابقة بعد منحه دكتوراه فخرية في القانون من جامعة الخرطوم، إن العالم الإسلامي يمر بتحديات ومنعطفات حرجة تتطلب الوحدة والتضامن، بينما تعهد بوقوف بلاده مع السودان في اليوم الأبيض واليوم الأسود. وتعهد بعدم سماحهم بأن يمس أي ضرر السودان. وأشار الى أن العقوبات الأمريكية على السودان كانت ظالمة، وقال: نعلم أن الظلم لن يعمر الديار، وجزم بأن الظالم سيدفع الثمن عاجلاً أو آجلاً. 
وأكد أن المسلمين لن يطأطئوا رؤوسهم إلا لله في الركوع والسجود، وتابع (لن نطأطئ رأسنا أمام أية قوة بشرية ). وفي ذات الاتجاه تقدمت الحكومة بعدد من المقترحات لرجال الأعمال الأتراك بالاستثمار العاجل والسريع في السودان، ففيما دعت لإيجاد مشروعات سريعة العائد للاستثمار مثل (الحبوب والأقطان) تقدمت بمقترح على لسان نائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار مبارك الفاضل بالاستثمار في الزراعة التعاقدية بمليون فدان في وسط السودان لتوفير مليار دولار خلال ثلاثة شهور فقط.. 
السودان وتركيا يعلنان تطابق وجهات نظرهما
أعلن السودان وتركيا يوم الثلاثاء، تطابق وجهات نظرهما في التطورات الإقليمية والدولية، والتزامهما بمواصلة التنسيق وتبادل الدعم في المحافل الإقليمية، ومنابر المنظمات الدولية.
جاء ذلك خلال بيان مشترك في ختام زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للخرطوم، التي أجرى خلالها مباحثات مع نظيره السوداني عمر البشير. كذلك وبحسب البيان، فإن «الرئيسين عبرا عن ثقتهما بأن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها إبان الزيارة ستسهم في ترقية التعاون الثنائي على أساس المنافع المتبادلة والشراكة العادلة بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في السودان وتركيا».
وأشار البيان إلى أن «الرئيسين اتفقا خلال المباحثات الثنائية على قيام شراكة استراتيجية بين البلدين».
وبدأ أردوغان زيارة للسودان يوم الأحد، ضمن جولة إفريقية تقوده إلى تشاد وتونس وتستمر حتى الأربعاء المقبل، يرافقه فيها 200 رجل أعمال.
وتطورت العلاقات الثنائية بين السودان وتركيا بعد وصول حزب «العدالة والتنمية» إلى السلطة في تركيا عام 2002، وشهدت تحسناً لافتاً خلال الفترة اللاحقة.
وشدد الفاضل مخاطباً منتدى الأعمال السوداني التركي، على ضرورة إيجاد مشروعات سريعة العائد لتوفير أموال تساهم في تأهيل البنية التحتية في السودان، وأكد أن السودان يشكل معبراً لتسويق المنتجات التركية لقلب إفريقيا، وأشار إلى القطاع الاقتصادي بوضع خطة رأسية لزيادة الإنتاج الزراعي والصناعي خلال ثلاث سنوات ليصل إلى ثلاثة مليارات دولار، وقال: (إذا أسسنا شراكة بين القطاع الخاص التركي والسوداني سنصل إلى هذا الرقم خلال سنة فقط). 
اجتماع لرؤساء أركان السودان وقطر وتركيا
أكدت وسائل إعلام تركية أن رؤساء أركان الجيش التركي والسوداني والقطري، عقدوا اجتماعا ثلاثياً في الخرطوم، على هامش زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان استمرت يومين.
وأفادت رئاسة أركان الجيش التركي، في بيان أن «رئيس الأركان خلوصي أكار اجتمع مع نظيريه السوداني عماد الدين مصطفى عدوي والقطري غانم بن شاهين الغانم».
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، بأن البشير أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد في ختام مباحثات الرئيسين «متانة وأزلية العلاقات بين السودان وتركيا، وأن لها عمقاً تاريخياً ضارباً في الجذور».
ونقلت الوكالة عن الرئيس السوداني قوله: «بلادنا تنظر إلى تركيا باعتبارها آخر معاقل الخلافة الإسلامية، وما تمثله من رمزية تاريخية لتوحيد الأمة، وإنه يرى فيها دولة حديثة، حققت نموذجاً باهراً في التنمية والنهضة الاقتصادية والعمران الاجتماعي والثقافي والحضاري».