العدد 1348 / 9-2-2019

يعتبر الأمين العام للجماعة الاسلامية عزام الأيوبي في أول إطلالة صحافية له بعد إنتخابه، مع سفير الشمال غسان ريفيأن إعادة إنتخابه تعني أن هناك قناعة بالنهج والمشروع الذي بدأ به في المرحلة التنظيمية السابقة، ورغبة باستكماله حتى يتحقق لأبناء الجماعة ومحبيها ما يتطلعون إليه من إصلاح وتقدم في مسيرتها.

وعن توصيف الانتخابات بأنها كانت كسر عظمما يوحي بوجود معارضة شديدة له، يقول الأيوبي: لا أؤمن بمصطلح معركة كسر عظمأو غير ذلك مما يحلو للبعض إطلاقه من عبارات، فالنظم الشورية أو الديمقراطية التي تعتمد قاعدة الأغلبية في اتخاذ قراراتها وتوجهاتها لن تجد فيها رأيا آحاديا في أي محطة من المحطات، بل آراء متعددة ومتنوعة، وهذه الآراء ستعمل على استقطاب المؤيدين لها، ولن تصبح معتمدة إلا بحيازتها على أغلبية الأصوات، سواء كانت هذه الأغلبية نسبية أو مطلقة. وهكذا الإنتخابات في نظام الجماعة، من يحصل على الأغلبية المطلقة يفوز، وقد جاءت الأغلبية المطلقة لطرفي، ولو جاءت للمرشح الآخر لكان هو الفائز بشكل طبيعي.

ويضيف: أما وجود معارضة لنهجي فهو أمر طبيعي، لأني طرحت مشروعا تغييريا والتغيير دائما يلقى مقاومة ومعارضة، سواء من النفوس التي تميل إلى الإستقرار وتألف ما اعتادت عليه، أو من الذين يتوهمون أنهم سيتضررون من حالة التغيير ويرون أنها ستتعارض مع تطلعاتهم أو حتى مع مصالحهم.

وردا على سؤال حول كيفية تعامله مع هذه المعارضة، يجيب الأيوبي: إن منهج عملي في كل الأمور يخضع لنظام الجماعة، والتغيير الذي أتطلع إليه خاضع للآليات التي يسمح بها النظام الداخلي، والمعارضون ينبغي أن يخضعوا كذلك لنظام الجماعة الذي يتيح لهم إبداء آرائهم واعتراضاتهم بكل حرية، وأنا حريص على هذا التنوع , لأنه يغني مسيرة العمل التنظيمي ويمنع التفرد والشطط، أما إذا تحولت المعارضة إلى حالة تجاوز للنظام ومحاولة تعطيل مسيرة التغيير بدون وجه حق فهذا غير مقبول " .

وعن الخطة المستقبلية للجماعة يقول الأيوبي: لقد أطلقنا في منتصف المرحلة التنظيمية السابقة وثيقة رؤية وطنوهي تمثل مشروع التغيير الذي آمنت به وتبنته مؤسسات الجماعة، ولم نتمكن من ترجمته على أرض الواقع لأسباب داخلية وخارجية. في هذه المرحلة سنركز بشكل كامل إن شاء الله تعالى على ترجمة هذه الوثيقة بكل أبعادها إلى برامج ومشاريع تنفيذية، وأتوقع أن يكون لها أثر كبير في نقل الجماعة إلى موقع متقدم .

وعن العلاقة مع المكونات السياسية الاخرى لا سيما على الساحة السنية وخصوصا الرئيس الحريري؟، يقول أمين عام الجماعة الاسلامية: سياستنا داخل الساحة الاسلامية ثابتة منذ فترة طويلة، وهي تعتمد قاعدة الحرص على ترتيب البيت السني وجمع مكوناته على قواعد مشتركة لما فيه مصالح الطائفة وعدم التفريط بحقوقها، ضمن نظام الطائفية السياسية الذي لا يزال معتمدا في لبنان، والحرص كذلك على التنوع داخل البيت الواحد وعدم احتكار أي فريق لتمثيل الساحة، لأن الإحتكار بنظرنا يضعف الجميع ويجعل الطائفة ضعيفة. أما عن علاقتنا بالرئيس الحريري فهي جزء لا يتجزأ مما ذكرت آنفا، إضافة إلى أنه يمثل حاليا الموقع الأول للطائفة سياسيا.

وعن العلاقة مع حزب الله، يجيب الأيوبي: أظن أننا معنيون بإعادة تقييم المرحلة الماضية فيما يخص علاقتنا بكل القوى السياسية بكل موضوعية بعيدا عن العواطف، وذلك انطلاقا من عدة اعتبارات، منها التموضعات الإقليمية والدولية المستجدة، ومنها التحديات التي تواجهنا على كثير من الساحات والملفات. وبناء على عملية إعادة التقييم المشار إليها ستحدد الجماعة طبيعة علاقتها السياسية.

وحول إمكانية حصول انفتاح عربي تجاه الجماعة ام ان الحصار سيستمر يقول الأمين العام:

حتى الآن يبدو أن السياسات العربية ما تزال ملتزمة بالمسارات التي سلكتها خلال السنوات الست الماضية، ولا أرى أية مؤشرات لتغيير قريب.

في ختام حديثه وجه الأمين العام عزام الأيوبي كلمة الى شباب الجماعة جاء فيها: أقول لشباب الجماعة , وهم أملي وعدتي في مشروع التغيير: إن الوصول إلى القمم يحتاج إلى القوة وإلى الصبر والمثابرة، وإن كل المصاعب التي تواجهكم في الطريق، وكل الآلام التي تتحملونها في سبيل الوصول إلى الهدف سوف تصبح بإذن الله من الذكريات الجميلة عندما تصلون وتتذوقون لذة النصر والشعور بقيمة الإنجاز، كونوا على ثقة بقدراتكم فأنتم تمتلكون أسباب النصر ولن يحول بينكم وبين تحقيقه إلا استسلامكم أو تراجعكم، أما إن أصريتم على مواصلة الطريق فإن النصر بانتظاركم.