عبد الله بابتي

(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا برَبِّهِمْ وَزِدْنـهُمْ هُدى)، اية كريمة اردّدها اليوم مع نبأ وفاة الاخ الفاضل الحاج يحيى الحاج عيد. لقد ارتبط بها طوال سنين، من مطلع تاسيس الحركة الاسلامية في لبنان خلال فترة ارتباطها بجماعة عباد الرحمن، حيث كان يتولى مهمة الاعداد والتدريب، مع الانضباط الصارم الذي كرّس له نفسه، وهو القوي بجسده والملتزم بخلقه، فانشأ جيلاً من الفتيان الذين تربوا على الدعوة الى الله، وكانوا نماذج صالحة للناس، فاستحقوا ان يكونوا بحق فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى. 
عمل في ليبيا ردحاً من الزمن، كما عمل في لبنان، وأشرف على بناء العديد من فروع مدارس الايمان بطرابلس ومسجد ومسرح الايمان ومسجد قبّة بشمرا.
كان صارماً في تدريباته الرياضية، فهو مدرّب المخيمات داخل الجماعة الاسلامية منذ عام 1958 وحتى تاريخ آخر مخيم كان قبل الأحداث اللبنانية سنة 1975م . كان يؤمن بأن على المسلم ان يعدّ نفسه رياضياً اعداداً جيداً، ويستمر في هذا الاعداد صيفاً وشتاءً،  لذا كان يمارس رياضة العوم في البحر على مدار السنة بالرغم من قساوة الطقس خلال الشتاء، وبقي على ذلك حتى اقعده المرض منذ عدّة سنوات.. وقد وافته المنيّة يوم الاثنين 2/ذي الحجة / 1439 هـ عن عمر ناهز التسعين عاماً. 
رحم الله الحاج يحيى وأسكنه فسيح جنانه، واثابه على ما قدّم و ابلى... وإنا لله و إنا اليه راجعون.
عبد الله بابتي