العدد 1399 / 5-2-2020

توفي المعتقل رأفت حامد عبد الله فجر الثلاثاء الماضي، في مقر احتجازه بقسم شرطة الدخيلة في مدينة الإسكندرية، شمالي مصر، بعد تدهور حاد في حالته الصحية، نتيجة تعرضه للتعذيب الشديد خلال فترة اختفائه قسريا.

وأفادت مصادر حقوقية ، بأن حامد كان قد اعتقل للمرة الثانية (سبق اعتقاله عام 2015) من مقر عمله قبل نحو شهر، وتم إخفاؤه قسريا لمدة عشرة أيام تعرض خلالها لتعذيب شديد، ما أدى لتدهور حاد في حالته الصحية، واضطرت الأجهزة الأمنية إلى إظهاره خوفا من وفاته خلال فترة الاختفاء القسري.

وأضافت المصادر أن الوفاة حدثت في قسم شرطة الدخيلة التي كان حامد محتجزا فيه، بعد أن رفض سجن برج العرب استقباله، وأصر على إعادته للقسم مرة أخرى نتيجة حالته الصحية السيئة.

وقال مدير مركز "الشهاب" لحقوق الإنسان خلف بيومي، إن هذه الحال الفجة تدل على أن النظام المصري مستمر في سياسة القتل الممنهج داخل السجون ومقار الاحتجاز، وعدم الاستجابة لأي مطالبة أو ضغوط حقوقية.

ولفت بيومي إلى أن هذه هي الحالة الأولى في شهر شباط، والثامنة منذ بداية العام، الأمر الذي يعطي دلالة واضحة على ما سبق ذكره بشأن سياسة النظام تجاه معارضيه.

وشدد الناشط الحقوقي على أن المواطن رأفت حامد لم يكن يعاني من أي أمراض، وكان في صحة جيدة جدا قبل اعتقاله منذ نحو شهر، محملا وزارة الداخلية مسؤولية وفاته، ومطالبا النيابة العامة بتحقيق جاد وحقيقي في الحالة، وإحالة المتورطين للمحاكمة.

وتأتي الوفاة رغم الحملات المتعاقبة للتحذير من تدهور الأوضاع في السجون المصرية، واستمرارا لما سمته منظمات حقوقية مصرية ودولية "ظاهرة الإهمال الطبي المتعمد"، حيث وثق حقوقيون وفاة نحو ثلاثين شخصا خلال العام الماضي داخل السجون جراء الإهمال الطبي المتعمد.