العدد 1416 / 10-6-2020

أن تعرف محمد جرار تدرك ان ذلك سيتعبك، كيف لا وانت تعرف رجلا كأنه سهم انطلق من قوس ، لا يعرف سكونا أو ركونا ....

توطدت علاقتي به حين عملنا سويا في الجمعية (الجمعية الاسلامية للرعاية والانماء ) سابقا (جمعية امان ورعاية ) حاليا , وغدوت كأني اعرفه منذ زمن بعيد ، دمث الخلق ، صلب ،متابع ، جريء ....

ثلاث محطات لا بد من ذكرها كان للاخ محمد دور أساسي فيها :

المحطة الاولى : لم تكن الامور في الجمعية على ما يرام ، فالبناء الذي تم تشييده في منطقة , القاطع –شبعا , يواجه مشكلة في خروجه من ملكية الجمعية ، بعد ان قام احد الواقفين للارض بتغيير وجهة الوقفية وذلك باجراء قام به في المحكمة الشرعية. وقامت الجمعية باللجوء الى القانون وتوكيل محام للدفاع عن حقها في المبنى وكان لابي احمد اليد الطولى في توفير الاوراق والحجج والوثائق وكذلك المتابعة الحثيثة مع مكتب المحاماة لمجريات الدعوى حتى وصلنا الى حل يقوم على شراء ارض لصالح دائرة اوقاف حاصبيا لحل النزاع وكان لابي احمد بمساعدة الاخوة الدور الرائد في تأمين قطعة الارض والوصول الى خواتيم مرضية لحل القضية .

المحطة الثانية : بعد قيام الثورة السورية في عام 2011 لم يكن في منطقة العرقوب اعداد وازنة من السوريين(فقامت الجمعية بارسال مساعدات الى منطقة البقاع ) ولكن فيما بعد تدفقت الاعداد بسرعة واصبحت الارقام كبيرة فقامت الجمعية باستقبال النازحبن في مركز الجمعية في القاطع عملا برسالتها الانسانية ودفاعًا عن مظلوميتهم وانتصارًا للثورة السورية وقامت باحتضانهم في مركزها وتوفير الطعام والشراب والادوية والاغطية لهم .

ولكن بعد مدة طلبت الجمعية منهم مغادرة المبنى لأن المغزى من تشييده هو إقامة نشاطات تنموية وثقافية واجتماعية وصحية ودينية ...

ولكنهم رفضوا بداية وقد أيدهم بعض المزايدين أخذ أبو أحمد الموضوع على عاتقه واحتاج الامر الى صبر ونقاش ومعاناة لاقناعهم بالخروج.

ولكن خروجهم افصح عن خراب كبير في المبنى احتاج من ابي احمد ايضا الى جهد كبير لتوفير المال وحركة ناشطة لتوفير الدعم لترميم المبنى واصلاح الاشغال الصحية والدهان والبلاط وقد كلف ذلك اكثر من خمسة عشر الف دولار لإعادة المبنى كما كان عليه .

المحطة الثالثة :كان الاقتراح باقامة مستوصف في مبنى القاطع شبعا ( ابتسمت في داخلي وقلت هذا حلم من سيدفع او يتبرع او ينفق قرشا لمستوصف في اخر الدنيا !!!)

وقد طرحنا هذه الاسئلة بطريقة او بأخرى , ولكن اجوبة ابي احمد كانت على الارض فقد حمل هذا الملف بكل جوارحه واجرى اتصالات متابعات وجهد لا يكل ولايمل ...

تنصحه بالاتصال بالجهة الفلانية فتجده قد سبقك بالاتصال بها ، تذهب إلى جهة لتطلب معونة منها تجده قد وضع الملفات عندها قبلك .

علاقات على امتداد المنطقة بدء بالوزير الى نواب المنطقة ثم مديرية الصحة ثم الاطباء فالجهات الصحية المختلفة : الصليب الاحمر ، الجمعية الطبية الاسلامية الى الجهات العربية وفي مقدمتها وقف الرحمة الخيري الذي اسهم بالقسم الاكبر من المستوصف , الى الحملة القطرية الى السفارة اليابانية فضلا عن الاتصالات والعلاقات مع المختبرات وشركات الاجهزة الطبية , وقد مازحني في الايام الاخيرة بقوله : اصبحت قادرا على كتابة وصفة طبية !!!!

خطر لي ذكر محاسن رجل عرفته وترك بصمة في عمل مازال يقدم خدمات ويستنزل الرحمات عليه ..

واكثر ما يصح فيه : أتعب من جاء بعده ..

رحم الله الشهيد ابا احمد وحشره مع الانبياء والصديقين

الدكتور سليم منصور