إبراهيم...

انتقل إلى رحمة ربه تعالى مساء الاثنين الماضي الأخ الحاج إبراهيم شهاب، عن عمر تجاوز التسعين.
والمعروف أن إبراهيم شهاب من مواليد بيروت عام 1926، بدأ أداءه الإسلامي الدعوي مع جماعة عباد الرحمن، وتعرّف خلال فترة الخمسينات من القرن الماضي على نخبة من رجال الدعوة الإسلامية، سوريين ومصريّين وعراقيين وفلسطينيين، بعد الانقلابات العسكرية التي انتشرت في العالم العربي.
وفي مطلع الستينات، عمل إبراهيم شهاب في نطاق «الجماعة الإسلامية»، وكان متجره لبيع الألبسة في شارع الحمراء، ومنزله في منطقة رمل الظريف في بيروت، مركزاً لتجمّع الوافدين إلى بيروت، لا سيما طلاب الدراسات العليا من كل أنحاء العالم، الذين كانوا يتابعون دراساتهم في الجامعة الأميركية. ووصل به العطاء أن خصص جناحاً واسعاً من داره لاستضافة رجالات الحركة الإسلامية، في وقت كان فيه هذا النشاط محظوراً ومراقباً من الأجهزة الأمنية الواقعة تحت الوصاية المصرية حيناً والسورية حيناً آخر.
حفظ إبراهيم شهاب القرآن الكريم عن ظهر قلب، وكان يتلقى علومه الشرعية على الشيخ سعدي ياسين رحمه الله، حين كان يلتقي مع اخوانه في منزل الشيخ بعد صلاة الفجر، كما تلقى علوم التلاوة على الشيخ عبد السلام سالم رحمهما الله.  
كان الوحيد بين اخوانه الذي يمتلك سيارة، فكان يستقبل القادمين عبر المطار ويودّعهم، وكان ينقل بسيارته مجلات: «المجتمع» و«الشهاب» وصولاً إلى مجلة «الأمان»، من المطبعة الى مكتب المجلة، ثم الى البريد المركزي وقسم الشحن بالمطار.
عمل في مراحل حياته الأخيرة إماماً وخطيباً لمسجد الحمراء في بيروت، الى أن أقعده المرض وتقدّمه في السن، فكان يلتزم منزله في مصيف بحمدون صيفاً، وفي بيروت شتاءً، يستقبل الذين يطلبون دعاءه ويستمتعون بتلاوته للقرآن الكريم.
تغمّد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه، وجزاه الله مع أسرته (زوجه وأولاده) عن الإسلام والمسلمين كل خير.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.