الأمان اللبناني
أنشطة
الجماعة الإسلامية تزور وزير العمل مصطفى بيرم
العدد 1520 /20-7-2022

قام وفد من الجماعة الإسلامية برئاسة رئيس المكتب السياسي، الأستاذ علي أبو ياسين، وحضور عضوي المكتب، الأستاذ عمر سراج، والدكتور وائل نجم بزيارة وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال، مصطفى بيرم، في مكتبه بالوزارة صباح الاثنين (18/7/2022) حيث استعرض الوفد مع الوزير بيرم الوضع العام في لبنان

استرجاع إميل لحود من الأرشيف
بالتزامن مع ذكرى العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، نشرت صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله محاضر رسمية لجلسات مجلس الوزراء التي انعقدت في ظل العدوان. 
المعروف أن مداولات مجلس الوزراء سرّية، لكن الصحيفة نشرت تفاصيلها واقتطعت منها ما يناسب جمهورها، ولم تجد أجهزة استقصاء الدولة التي تلاحق الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي أي داع لسؤال الصحيفة عن مصادر المحاضر، أو على الأقل الطلب منها وقف نشرها. ترافق نشر المحاضر مع مواكبة مؤيدة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن الصحيفة حرصت على إبراز ما تعتبره تواطؤ قوى 14 آذار مع العدوان لنزع سلاح حزب الله، فاستعاد جمهور حزب الله لغة الشتائم والتخوين والنيل من كرامة المخالفين لهم. حرصت الصحيفة أيضاً على تلميع صورة من اعتبرت أنهم كانوا مساندين لحزب الله في معركته، أبرز من اهتمت الصحيفة بتلميعهم هو رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، فمسحت عنه الغبار وأعادته إلى الواجهة بعدما كان اللبنانيون قد نسوه ونسوا معه مرحلة سوداء عنوانها القمع الأمني، تحوّلت خلاله الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى أداء بطش للوصاية السورية. ما فات صحيفة الأخبار ومعها جمهور حزب الله أن مساعي استعادة إميل لحود من الأرشيف، وتصويره على أنه البطل صانع الانتصارات، واستذكار المحطات واللقاءات والمواقف التي أيد خلالها حزب الله «عالعمياني»، رسّخت صورة معاكسة لدى جمهور آخر لا يشاطر حزب الله رؤيته، وهي أن لحود لم يكن رئيساً للبنانيين، بل كان رئيساً لقسم منهم فقط، وناصب العداء القسم الآخر. 
إلى جانب محاضر مجلس الوزراء، استرجع إميل لحود في مقابلة أجريت معه فصولاً من عدوان تموز. فيقول إن قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان حضر جلسة لمجلس الوزراء لتقديم رؤية المؤسسة العسكرية في السيطرة على منطقة الجنوب، وهو الأمر الطبيعي والمنطقي في كل دول العالم. لكن رئيس الجمهورية «القبضاي» لم يعجبه ما قدمه سليمان طالما أنه لايناسب حزب الله، فطرده من القاعة وقال له: «سليمان طلاع برّا». أعجبت العبارة القائمين على صحيفة الأخبار فوضعتها عنواناً للمقابلة، كأنها تحتفي بطرد رئيس الجمهورية لقائد جيشه في الوقت الذي يفترض أن يكون بأمسّ الحاجة إليه، علماً أن حزب الله عاد وانتخب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية خلفاً للحود، ولو أن سليمان سار على نهج لحود لتم التمديد له في رئاسة الجمهورية، ولكان اليوم الرئيس القبضاي.
في مكان آخر من المقابلة، يقول لحود إنه أمر قيادة الجيش في اليرزة بالتصدي للطائرات الإسرائيلية. طبعاً هذا تصرف صبياني لم يحصل، ولو حصل لكانت الطائرات الإسرائيلية دمرت وزارة الدفاع وأكملت على القصر الجمهوري، ولكان ضريح فخامته محجّة للكثيرين يضعون عليه إكليلاً من الورد كل عام. 
في إحدى جلسات مجلس الوزراء حصل سجال بين لحود ووزراء قوى 14 آذار، واشتد هذا السجال بينه وبين الوزير أحمد فتفت، فقال له لحود: «فتفت سكوت أحسن ما فتفتك»، فتحوّل فخامته بلحظات من رئيس للجمهورية إلى أزعر قاطع طرق شلمصتي.
يحرص إميل لحود في كل مواقفه على إبراز استقلاليته ووطنيته ورجولته وعنفوانه وعضلات ساعديه، في حين كشف الكاتب (نقولا ناصيف) في كتابه «جيوش لبنان انقسامات وولاءات» الصادر العام الماضي بالتفاصيل كيف اختاره الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قائداً للجيش اللبناني بناء على توصية من الراحل غازي كنعان رغماً عن رغبة الرئيس اللبناني الراحل الياس الهراوي.
لو كنت مكان صحيفة الأخبار وحزب الله لما استرجعت إميل لحود من الذاكرة، ولما ذكّرت اللبنانيين به، فأحياناً يكون غرق البعض في بحر النسيان أشرف لهم وأكرم من أن يتم استذكارهم.