العدد 1362 / 15-5-2019
بسام غنوم

فيما يغرق لبنان في مشروع موازنة العام 2019 وما تضمنته من اجراءات اصلاحية ضرورية خفض العجز في الموازنة بما يتناسب و متطلبات مؤتمر سيدر ، وفيما التحركات من قبل جهات نقابية مختلفة رفضاﹰ للاجراءات الحكومية المنتظرة تثير الكثير من الفوضى والاضطراب على الصعيدين المالي والاقتصادي ، برزت على الساحة الاقليمية حادثة تفجير اربع سفن تجارية في المياه الاقتصادية لدولة الامارات العربية قرب ميناء الفجيرة , وكان بين السفن المستهدفة ناقلتا نفط سعوديتان وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول من قام بهذا العمل أولاﹰ ، وعن الهدف من هذا الحادث الحساس ثانياﹰ ، وعن احتمالات وقوع احداث اخرى متشابة في المنطقة ثالثاﹰ ، وخصوصاﹰ ان حادثة تفجير السفن قبالة ميناء الفجيرة جاءت في ذروة التصعيد الاميركي – الايراني الذي اخذ ابعاداﹰ خطيرة وحساسة مع وصول حاملة الطائرات الأميركية لنكولن الى المنطقة ترافقها سفن حربية ومع نشر الولايات المتحدة لأول مرة منذ حرب الخليج طائرات الشبح الاستراتجية بي 52 في القواعد العسكرية الأميركية في الخليج والذي قبول برد ايراني معاكس عبر نشر منظومات الصواريخ البالستية وهو ما يجعل الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات في المنطقة ، وهو ما قد ينعكس بصورة مباشرة على الوضع في لبنان حيث احتمالات التصعيد مفتوحة على مصرعيها مع العدو الصهيوني في حال اندلعت مواجهة اميركية – ايرانية في مياه الخليج العربي ، وقد اشار الى ذلك مقال منشور في موقع "العهد الاخباري" التابع ﻟ "حزب الله" جاء فيه "ان لاقرارات الاميركية المتسرعة تفتح الباب أمام الكثير من الاحتمالات ، بما فيها احتمال التصعيد العسكري ، وان كانت التقديرات ترجح استبعاد مواجهة عسكرية مباشرة بين القوات الايرانية والأميركية ، وأن تأخذ هذه المواجهة أشكالاﹰ أخرى أمنية واقتصادية" .

والسؤال الذي يطرح نفسه في ضوء هذه التطورات هو " هل يبقى لبنان بعيداﹰ عن المواجهة الأميركية – العربية مع ايران في حال تطورت الأمور الى صراع مسلح في ومنطقة الخليج العربي ؟

في البداية لابد من القول ان الجميع سواء الولايات المتحدة الاميركية او المملكة العربية السعودية ودولة الامارات وكذلك ايران يبدون رفضاﹰ لأي مواجهة مسلحة في الخليج العربي لأن نتائج اي مواجهة في ظل الحشود العسكرية الأميركية الضخمة في منطقة الخليج ومحيطها ستكون مدمرة على مختلف الصعد وخصوصاﹰ على الصعيد الاقتصادي حيث سترتفع اسعار النفط الى مستويات قياسية , فضلاﹰ عن الخراب والدمار الذي سيحل في المنطقة ويطال كافة الأطراف بصورة مباشرة .

لكن بعد حادثة تفجير الاربع سفن التجارية تجاه ميناء الفجيرة الاماراتي , تبدو الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات رغم المواقف الصادرة من مختلف الأطراف برفض هذه الحادثة وادانتها وحتى من قبل ايران التي توجهت اليها الانظار بعد حادثة تفجير السفن ، فقد حذر المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي من "اي مؤامرة من الحاقدين لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة" وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في مجلس الشورى الايراني حشمت فلاحات ان "مخربين من دولة ثالثة" قد يكونون وراء الهجوم" ويقصد بذلك عملاء العدو الصهيوني ، الا ان هذا الرفض والتنديد من قبل السعودية والامارات وايران لا يعني ابداﹰ ان الامور بخير وان احتمالات الحرب في الخليج العربي غي متوقعة ولذلك ابدى وزير الخارجية البريطاني جير يمي هانت قلقه من خطر نشوب نزاع "من طريق الخطأ" في الخليج مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وايران .

في ظل هذا الواقع المتفجر في المنطقة هل يمكن ان تطال الاحداث لبنان خصوصاﹰ اذا دخل العدو الصهيوني على خط المواجهة ؟

لا يمكن بأي حال من الأحوال معرفة ما ستؤول اليه الامور في حال حصول نزاع أميركي – ايراني في مياه الخليج العربي ، لأن هذا النزاع اذا وقع –لا سمح الله- لن يقتصر على دول الخليج وايران وبحسب مصادر دبلوماسية "لا مصلحة لأحد في الذهاب الى حرب شاملة يعتقد انها لن تقتصر على دول المنطقة بل تصل اسرائيل ولبنان عبر "حزب الله" ، وبالتالي فان الوضع في لبنان مفتوح على احتمال المواجهة مع "اسرائيل" في حال اندلاع نزاع في المنطقة ، والاستعراض العسكري الأميركي في الخليج قد يكون مرتبطاﹰ ايضاﹰ بمشروع "صفقة القرن" الهادف الى انهاء القضية الفلسطسنية بما يخدم أمن "اسرائيل" وهو ما أكده نائب الرئيس الاميركي مايك بنس .

فهل ستشهد المنطقة صيفاﹰ ساخناﹰ بعد شهر رمضان المبارك وهو الموعد المقترح من الدائرة الاميركية للاعلان عن "صفقة القرن" ؟ سؤال ستجيب عنه الأيام والأحداث القادمة .

بسام غنوم