العدد 1377 / 11-9-2019
قاسم قصير

اعتبرت مصادر دبلوماسية مطلعة في بيروت , ان "صفقة القرن" تسير بشكل عملي حتى قبل الاعلان الرسمي عنها ، وان الاجراءات التي اتخذتها الادارة الاميركية خلال العام الماضي وحتى اليوم ، هي التطبيق العملي لهذه الصفقة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وتغيير خريطة المنطقة ، وان ما سيعلن عنه من هذه الصفقة قريبا وما سيطبق منها سيكون له تداعيات خطيرة على بعض دول المنطقة ، وان المملكة الاردنية ستواجه خطرا وجوديا في حال تم استكمال هذه الصفقة".

فماهي طبيعة الاجراءات التي ستتخذ لاستكمال تطبيق " صفقة القرن" عند اعلانها والكشف عن تفاصيلها الكاملة؟ وما هي تداعيات هذه الصفقة على دول المنطقة وخصوصا لبنان والاردن ومصر والسلطة الفلسطينية؟ وكيف يمكن مواجهتها؟

تفاصيل الصفقة والاجراءات القادمة

تقول المصادر الدبلوماسية المطلعة في بيروت , " ان "صفقة القرن" التي تحدثت عنها الادارة الاميركية الحالية منذ عدة سنوات قد جرى البدء بتنفيذها قبل الاعلان الكامل عنها ، ومن خطواتها الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، ووقف تمويل وكالة الاونروا تمهيدا لالغائها ولانهاء حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والعمل لتوطينهم في الدول التي يتواجدون فيها او تهجيرهم الى دول اخرى ، الاعتراف بالسيطرة الصهيونية على الجولان المحتل ، التمهيد لضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني ، التطبيع الكامل بين الدول العربية وهذا الكيان ، الاعتراف بيهوديته".

لكن الاخطر في الاجراءات المتوقعة في اطار هذه الصفقة حسب هذه المصادر , هي :

" بدء العمل لتهجير مئات الالوف او الملايين من الفلسطينيين من الاراضي المحتلة عام 1948 ومن الضفة الغربية والقدس الى الاردن ، في اطار عملية ترانسفير كبيرة لاعادة تغيير كل الواقع الديمغرافي في المناطق الفلسطينية ومن اجل انهاء اي تفوق عربي ديمغرافي في فلسطين التاريخية ، وانهاء اي حل في اطار ما يسمى " حل الدولتين" ، وفرض وقائع جديدة تشبه ما جرى عام 1948 وما تلاه ، وان كانت مخاطر ما سيجري اليوم ستكون اشد واقوى".

ومقابل كل هذه التطورات ستحاول الادارة الاميركية اغراء بعض الدول العربية بموازنات مالية لا تسمن ولا تغني عن جوع من خلال ما اعلن في ورشة البحرين ، وسيكون هناك تداعيات خطيرة من وراء كل ذلك.

التداعيات وكيفية المواجهة

لكن ما هي تداعيات هذه الصفقة على الدول العربية والسلطة الفلسطينية؟ وهل بالامكان مواجهة هذه الصفقة , وكيف؟

تقول المصادر الدبلوماسية المطلعة في بيروت " ان لهذه الصفقة ، سواء ما اعلن منها او ما سيعلن ، تداعيات خطيرة على الدول العربية وخصوصا المحيطة بفلسطين المحتلة اضافة للسلطة الفلسطينية ، فالاردن سيواجه خطرا وجوديا مع احتمال تدفق مئات الوف الفلسطينيين اليه , وقد يصل العدد للملايين ضمن ترانسفير بشري كبير ، وهذا يعني نهاية المملكة الاردنية الهاشمية ودورها ، كما ان لبنان ومصر قد يتعرضان لمخاطر كبيرة , لان اي حل سيكون على حسابهما ، واما السلطة الفلسطينية فستفقد اي دور سياسي او سيادي , وستتحول الى مجرد اجهزة امنية لحماية الامن الصهيوني ومنع اية مقاومة او معارضة لهذه الصفقة، اذن سنكون امام تداعيات كارثية ، ولن تستطيع اي دولة عربية وحتى دول الخليج التي تتبنى الصفقة القبول بما سيحصل في اطار الادعاء بانه لاخيار سوى التحالف مع الكيان الصهيوني لمواجهة الخطر الايراني".

واما عن كيفية المواجهة فتجيب المصادر الدبلوماسية : "ان المطلوب هو رفض هذه الصفقة والوقوف بوجهها وخصوصا من قبل الفلسطينيين والدول العربية، والعمل لتقديم كل اشكال الدعم للشعب الفلسطيني للصمود في ارضه ومواجهة اي مشروع لتهجيره ، وان علينا اعادة النظر بكل الواقع العربي , والعمل لاستنهاض المشروع العربي القائم على الحوكمة الرشيدة وقيام الديمقراطية الحقيقية ، لانه لا يمكن مقاومة هذا المشروع الخطير في ظل غياب المشروع العربي واستمرار ضرب الديمقراطية في الوطن العربي".

فهل تكفي هذه الاجراءات لاسقاط هذا المشروع الخطير القادم الينا في المرحلة المقبلة؟ ام اننا نحتاج لمشروع مقاوم متكامل يجمع كل القوى المقاومة لمواجهة هذا المشروع الاميركي- الاسرائيلي الخطير؟.

قاسم قصير