د. زهير العبيدي

عهدي مع المطبوعة الاسلامية للحركة في لبنان يعود إلى أكثر من نصف قرن من الزمان، مع الإصدار الأول لمجلة المجتمع، حيث بدأت إدارة التحرير بتنسيق الجهود مع قطاعي الإعلام والأسر لتسويق المجلة في عدة مجالات، أبرزها مجال التعليم الثانوي والجامعي، فكانت عهدتي أن أتولى التوزيع في جامعة بيروت العربية، التي تعتبر معقلاً ومسرحاً تنافسياً للتيارات السياسية والحزبية على اختلاف مبادئها، وعهد إلى إخوة آخرين من الجامعات العاملة في لبنان كالجامعة اللبنانية بكلياتها وفروعها التوزيع فيها.
كان التنافس على أشده في جامعة بيروت العربية بين كافة الأحزاب، خصوصاً في الانتخابات الطلابية الجامعية، حيث أصدرت الادارة قراراً بعدم إدخال المجلات والجرائد السياسية الحزبية إلى حرم الجامعة، ويتنافس من خلاله الطلاب بتوزيع مجلاتهم الحزبية. وبقي هذا الامر سائداً إلى ما بعد عام 1965«عام التخرج» وعام 1966 عام التسجيل في الدراسات العليا، وكان إلى جانبي في التوزيع من وصل إلى موقع رئاسة الحكومة اللبنانية الذي كان يوزع جريدة الحرية التابعة لحركة القوميين العرب.
مجلة المجتمع (ثم الأمان) حازت اهتمام كافة الطلاب العرب الوافدين إلى لبنان من جميع الاقطار العربية، باعتبار أنها كانت الصوت الاسلامي الوحيد المعروف لديهم تصدره الجماعة الاسلامية في لبنان. 
أما مشاركاتي فكانت تتعلق بتوزيع المجلة على المكتبات العامة في بيروت وأوزّع على كل منها عشرة أعداد، واتولى المحاسبة عن الاعداد المبيعة وأستلم ما بقي لدى كل مكتبة، وكان الاقبال على شرائها جيداً من الشخصيات الفكرية والمهنية والحقوقية.
ولم يقتصر دورنا على التوزيع في الجامعات والمكتبات العامة، بل كانت الأسرة الواحدة في الجماعة تتناوب لتوضيب المجلة كل يوم خميس في المركز، حيث يتم توضيب المجلة لإرسالها إلى القراء في لبنان والبلاد العربية والاسلامية. وإن أنسَ لا أنسَ أن يطلّ علينا رئيس التحرير ليقول لنا عليكم أخذ راحة لمدة نصف ساعة لنتناول سندويشات الفلافل والشاي، ثم نتابع العمل لإنهاء المهمة.
هذا في الميدان العملي، أما في المتابعات والكتابات فكانت لنا اطلالات في كل من مجلتي الشهاب والأمان، وخصوصاً أيام الحرب الأهلية في لبنان.
إن مجلتنا الاسلامية اليوم، وهي الأمان، أمانة في اعناقنا، سنتابع اصدارها الالكتروني، لأنها كانت وستبقى منارة لنشر الوعي الحر والدعوة الصادقة والعدالة الاجتماعية والاعتدال في المنهج والممارسة، بعيداً عن العنف والتشدد والإرهاب وإلى لقاء قريب إلكترونياً إن شاء الله.
د. زهير العبيدي