العدد 1470 /14-7-2021

تتابع مجموعات الحراك الشعبي وقوى المعارضة اللبنانية تنظيم صفوفها وترتيب أوضاعها السياسية والشعبية من اجل خوض المعركة الانتخابية المقبلة ، سواء حصلت الانتخابات في موعدها العادي في شهر ايار من العام المقبل ، او تم تقديم الموعد لاي سبب كان .

وحسب مصادر سياسية ودبلوماسية مطلعة في بيروت : " فان هناك رهان كبير لدى هذه القوى ولدى جهات اقليمية ودولية ان تنجح هذه القوى في تنظيم صفوفها وخوض الانتخابات بشكل موحد مما سيؤدي لاحداث تغيير كبير في السلطة السياسية، وفتح الباب واسعا امام تغييرات كبرى في سياسات لبنان الاقتصادية والمالية والداخلية، اضافة لحصول تأثير كبير على السياسات الخارجية ودور لبنان في المنطقة " .

فاين اصبحت التحضيرات التي تجريها مجموعات الحراك الشعبي وقوى المعارضة اللبنانية؟ وهل ستنجح الرهانات الداخلية والاقليمية والدولية على احداث تغيير سياسي في لبنان؟

تحضيرات الحراك الشعبي والمعارضة

بداية اين اصبحت تحضيرات مجموعات الحراك الشعبي وقوى المعارضة في مختلف المناطق اللبنانية؟

حسب مصادر مطلعة من داخل هذه المجموعات وقوى المعارضة المختلفة: فان التحضيرات مستمرة من مختلف هذه المجموعات على تنظيم صفوفها ووضع المشاريع السياسية التي سيتم خوض الانتخابات على اساسها ، مع تشكيل الماكينات الانتخابية التي ستتولى ادارة المعركة الانتخابية عمليا، اضافة لاجراء الاحصاءات والدراسات حول الشخصيات التي سيتم ترشيحها ، والتحالفات التي ستعقد بين مختلف القوى السياسية والحزبية ومجموعات الحراك الشعبي.

وتكشف هذه المصادر : ان المعركة الانتخابية في نقابة المهندسين كانت نموذجا اوليا لكيفية ادارة المعركة الانتخابية والتحالفات التي ستعقد والقوى التي يمكن التعاون معها ، وان النتائج التي تحققت كانت ايجابية مائة بالمائة بانتظار معركة انتخاب النقيب ، وفي حال تحقق الفوز كما جرى سابقا في نقابة المحامين وفي انتخابات الطلاب في عدد من الجامعات ، فان ذلك سيكون مؤشرا مهما على قوة وقدرة هذه القوى على النجاح في الانتخابات النيابية في حال توحدت ونظمت صفوفها.

وفي الوقت نفسه فان عدد من احزاب وقوى المعارضة السياسية بدأت تنظم صفوفها وتشكّل عددا من الجبهات الموحدة ، وهناك رهان كبير على ان تتوحد كل هذه القوى في جيهة واحدة وترشح 128 عضوا على عدد مقاعد البرلمان اللبناني في كافة المناطق، لكن يبدو انه لا تزال هناك خلافات سياسية وتنظيمية وعملانية بين هذه القوى والجهود مستمرة للوصول الى مشروع موحد.

كما ان هناك متابعة اقليمية ودولية لكل هذه الجهود والجميع ينتظر ما ستصل اليه هذه التحركات السياسية والشعبية، وان كانت بعض مجموعات الحراك الشعبي والاحزاب المعارضة ترفض اي تعاون او تنسيق مع الجهات الدولية وتؤكد استقلاليتها المالية والسياسية.

الرهان على النجاح؟

لكن هل سيتحقق الرهان الداخلي والخارجي على نجاح مجموعات الحراك الشعبي وقوى المعارضة اللبنانية في تحقيق التغيير السياسي المطلوب؟

من خلال متابعة بعض مواقف الجهات الدولية والاقليمية المهتمة بالوضع اللبناني ، فان الرهان على نجاح هذه التحركات كبير جدا ، وهذا برز في مواقف المسؤولين الفرنسيين والاميركيين والبريطانيين والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، اضافة للموقف السعودي وبعض الدول العربية، وبالمقابل فان القوى الاخرى كايران وروسيا وسوريا وتركيا ومصر تراقب هذه التطورات بحذر شديد من اجل معرفة الى اي مدى سيصل التغيير السياسي القادم ،كما ان المسؤولين الاسرائليين يبدون اهتماما كبيرا هذه الايام بالتطورات في لبنان والى اين ستصل الاوضاع في المرحلة المقبلة وتأثير ذلك على دور حزب الله ومستقبله وكيف يمكن مواكبة هذه التطورات في المرحلة المقبلة.

ويبدو على ضوء المعارك السياسية والانتخابية السابقة في لبنان ، فان اي تغيير سياسي كبير مرتبط بمدى قدرة القوى التغييرية على تنظيم صفوفها وتجميع قواها وتشكيل تحاالفات قوية ومن خلال الماكينات الانتخابية والامكانيات المالية التي ستصرف في الحملات الانتخابية والحملات الاعلامية التي ستنظم .

كما ان الاوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية في البلاد سيكون لها تأثيرا كبيرا في المعركة السياسية القادمة وعملية تغيير الطبقة السياسية، فاذا استمرت الاوضاع بالتدهور وفشلت الطبقة السياسية الحالية في تقديم حلول حقيقية وعملية لكافة الازمات والمشكلات ، فان ذلك سيشكل احد عناصر عملية التغيير السياسية القادمة.

نحن اذن امام معركة قاسية جدا ، والاوضاع الداخلية والضغوط الخارجية سيكون لها دور كبير في هذه المعركة ، فهل ستنجح مجموعات الحراك الشعبي وقوى المعارضة السياسية في احداث التغيير المطلوب ؟ ام ان التطورات القادمة سياسيا وشعبيا وامنيا ستؤدي لقلب الطاولة على الجميع وسنكون امام انهيار كبير قد يفتح الباب لتغيير واسع ، ليس على صعيد الطبقة السياسية بل على صعيد كل النظام السياسي اللبناني الحالي؟

الايام القادمة والتطورات المتسارعة ستحمل لنا الجواب الكافي.

قاسم قصير