العدد 1414 / 20-5-2020

يواجه تيار المستقبل في هذه المرحلة المزيد من الضغوط والتحديات المختلفة ، ولا سيما منذ خروج الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة والتسوية مع التيار الوطني الحر وعودته الى لبنان، سواء عبر التحرك الجديد لشقيقه بهاء الحريري وحصول بعض الاشكالات بين جمهوري الفريقين على الارض ، او من خلال التساؤلات العديدة التي تبرز داخل التيار حول افاق المشروع السياسي المستقبلي وكيفية استعادة الحضور الفاعل على الارض او كيفية التعاطي مع مختلف القوى السياسية والحزبية.

فالى اين يتجه تيار المستقبل في المرحلة المقبلة؟ وما هي ابرز التحديات التي يواجهها ؟ وهل سينجح في استعادة زمام المبادرة على صعيد الحضور السياسي والشعبي؟

وجهة نظر قيادة التيار

بداية كيف تنظر قيادة تيار المستقبل لمختلف الضغوط والتحديات التي تواجهها في هذه المرحلة ولا سيما بعد الخروج من الحكم ومن التسوية مع التيار الوطني الحر؟

حول ذلك يقول الامين العام لتيار المستقبل ل"الامان": واقع الامر فان التسوية انتهت صلاحياتها نتيجة الخروج على مقتضيات الوفاق الوطني وعدم الالتزام بسياسة النأي بالنفس والمحاولات المتكررة لتعطيل برنامج النهوض الاقتصادي والانطلاق بإصلاحات مؤتمر سيدر. اما الاشكالات والتحديات التي تواجه التيار على الصعيدين الداخلي والخارجي ، فانها لا تنفصل عن تلك التي تواجه محتلف القوى السياسية اللبنانية. فلبنان في مأزق داخي غير مسبوق ناشيء عن الانهيار الاقتصادي المتمادي والتخبط القائم في اجتراح الحلول ، ومأزق خارجي مردّه الى الانقطاع الداخلي عن التواصل المطلوب والايجابي مع المجتمعين العربي والدولي.

وحول الخروج من المأزق وامكانية تشكيل جبهة معارضة يجيب الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري: يستحيل الخروج من المأزق على وقع الثقة المتصدعة بين الدولة والاشقاء العرب وفي مقدمهم دول دول الخليج العربي والتي تشكل الاساس الذي لا غنى عنه في اعادة لبنان الى الخريطة الاقتصادية العربية والدولية. ونحن لا نفتش في هذه المرحلة عن اطار لجبهة سياسية معارضة ، فالبلد لا تنقصه اصطفافات سياسية وطائفية جديدة ، ما تنقصه سلطة تبادر ولا تغرق في شبر ماء على صورة ما هو قائم ولهذا نحن نتحرك من اجل تصحيح المسار الاقتصادي والمالي واعادة الانفتاح على الاصدقاء والاشقاء ، كما نعمل لمواجهة الكيدية السياسية ومحاولة تغطية الاسباب الحقيقية للازمة عبر المحاكمة السياسية للحريرية وانجازاتها وهذا لن يمر وسيكون له تداعيات ليست في الحسبان.

عن افاق المستقبل والعلاقات مع القوى السياسية

لكن ماذا عن افاق المستقبل والعلاقة مع القوى السياسية ولاسيما التيار الوطني الحر وحزب الله؟

يجيب الامين العام لتيار المستقبل : حزب الله اخّل بقواعد النأي بالنفس ويتحمل مسؤولية مباشرة عن تخريب علاقات لبنان مع دول الخليج العربي ، ونحن في هذا الموضوع لا نحيّده ونحمّله كامل المسؤولية عن كثير من الملفات المعني بها وبينها ملف المعابر غير الشرعية وعمليات التهريب على الحدود الشرقية ، واما التركيز على نقاط الخلاف مع التيار الوطني الحر فبسبب الاصرار العوني على انتهاج سياسة الادوات السورية ايام الرئيس اميل لحود في محاربة الحريرية السياسية والخلاف الجذري بعد الانقلاب على التسوية ومحاولة كسر معادلة التوازن في السلطة ، والتحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر يجعلنا نواجه الحليفين ، لكننا نرفض تحويل الخلاف السياسي الى مساحة للفتنة السنية الشيعية وهذا خط احمر لن نسمح بتجاوزه.

ويرفض الحريري مقولة تراجع الحضور الشعبي لتيار المستقبل ويؤكد على التماسك الداخلي والاستمرار بالعمل رغم محاولات التشويش والتي يتردد صداها اعلاميا ويؤكد ان خيارات الناس واضحة في النهاية ولا تحتاج للتدقيق.

في مواجهة هذه الرؤية الرسمية للتيار حول التطورات الداخلية والتحديات المختلفة ، هناك وجهة نظر تبرز داخل التيار ولدى بعض الاوساط السياسية،تقول : ان تيار المستقبل امام تحديات عديدة في ظل بعض الاشكالات والصعوبات التي يتعرض لها تنظيميا وماليا وسياسيا ، وهذا يفرض اعادة النظر بالمشروع السياسي للمرحلة المقبلة وعدم الاعتماد فقط على مواجهة التيار الوطني الحر وحزب الله وسياسة الحكومة، بل المطلوب اجراء مراجعة شاملة للاداء في ظل تراجع الحضور التمثيلي للتيار سنيا ووطنيا واعادة تقديم مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي يلبي حاجات الناس وهموم الوطن واعادة التركيز على تطبيق اتفاق الطائف وتجديد الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية وتوسيع افاق التعاون مع جميع القوى الفاعلة على الارض من مختلف الاتجاهات .

فهل سينجح تيار المستقبل في مواجهة هذه الازمات وكيف سيدير افاق معاركه الجديدة ؟ ، فالخروج من السلطة افقده الكثير من الاوراق والقيام بدور المعارضة لم يكسبه الكثير شعبيا وسياسيا.

قاسم قصير