بلال الطبعوني

عرسال .. البلدة التي لا تغيب عن مشهد الحدث اللبناني اليومي، تعيش دائماً أحداثاً متسارعة، فالأوضاع الأمنية داخلها وحولها متوترة في أغلب الأحيان منذ بداية الأزمة السورية، في ظل رغبة من سكانها وفعالياتها لإيجاد حل مرض يعيد البلدة إلى وضعها الطبيعي، ويخفف التوتر والاحتقان الناجم عن الوضع الحالي، سواء مع بعض الجهات داخل البلدة، أو مع الدولة وأجهزتها، وأخيراً مع البيئة المحيطة.

وما كان لافتا هذا الأسبوع، تعرض آلية عسكرية تابعة للجيش أثناء انتقالها في محيط بلدة عرسال، لانفجار عبوة ناسفة مزروعة إلى جانب الطريق، ما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين .بجروح طفيفة وغير خطرة.

من جهتها، أشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى توقيف أكثر من خمسين شخصاً مشتبهاً بتعاملهم مع المسلحين في محيط البلدة عقب الحادث.

أهالي ومخاتير ومجلس بلدية عرسال استنكروا الاستهداف الذي طال الجيش اللبناني في بلدتهم، معتبرين أن الاعتداء على الجيش يستهدف كرامة الوطن بشكل عام وعرسال بشكل خاص، وفي بيان لهم رأى الاهالي «أن هذا الإعتداء يندرج ضمن الأعمال التي ترمي إلى زرع بذور الفتنة والشقاق بين أهالي البلدة والجيش من جهة، وأهالي البلدة وضيوفها من جهة أخرى، مؤكدين وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب الجيش الوطني لما فيه خير العباد والبلاد في عرسال».

من جهته أكد رئيس بلدية عرسال الجديد باسل الحجيري -والمعروف بوسطيته ووطنيته- في تصريحات صحفية، أن الوضع في عرسال جيّد، والأمور عادت إلى طبيعتها بعد انتشار الجيش وعملياته الأخيرة، مشدداً على أن «الاعتداء على الجيش مرفوض بكل أشكاله».

وجدّد الحجيري تأكيده الوقوف خلف الجيش بمواجهة الاعتداء الذي حصل، مشيراً إلى أن «الجيش يمثل كرامتنا والإعتداء عليه هو اعتداء علينا»، مؤكداً أن «عرسال بلدة وطنية وهي حاضنة للجيش اللبناني».

وكانت مصادر صحفية قد أشارت إلى أن الحجيري قد وصله تهديد مكتوب ثالث بالقتل من المسلحين الموجودين في محيط البلدة، قائلة إن الحجيري يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد.

وكان الحجيري قد صرح في ما يخص هذا الموضوع قائلاً: إن كل شخص يعمل على إعادة عرسال إلى مسارها المدني هو معرض للتهديد والاعتداء.

أهالي عرسال يرفضون من جهتهم وسم البلدة بالإرهاب، وإكسابها هذه الصورة بأي شكل، وعلى ذلك عقدت بدعوة من منظمات المجتمع المدني في عرسال ورشة عمل مخصّصة للصحافيين والإعلاميين وأصحاب المواقع الالكترونية في لبنان وذلك بهدف التعريف بالمبادرة الإعلامية: عدسة عرسال.

يتكون فريق العدسة من مجموعة من شباب عرسال الذين يعملون بعدستهم ونشاطهم الإعلامي على تغيير الصورة النمطية السلبية التي تكونت عن عرسال، خصوصاً بعد احداث عام 2014.

فنقل الصورة الصحيحة والواضحة عن عرسال بموضوعية وتجرّد هو ما يجب أن يحصل، بالإضافة الى إظهار بعض الأمور التي تتميز بها البلدة، كشهرة الحجر العرسالي ومهنة النحت على الأحجار، والصناعات الحرفية المحلية والزراعة التي يعتاش منها أهالي عرسال.

هذه التطورات والتحركات والتصريحات وغيرها، تشير إلى وجود حاجة حقيقية عند معظم أهالي وفعاليات عرسال من أجل إيجاد حل ونهاية لأزمات البلدة، لكن الرؤية القريبة تشير إلى عدم وجود أفق واضح وقريب للحل، وأن الأمور حتى وإن هدأت بعض الشيء، إلا أنها معرّضة للانفجار في أي وقت، في ظل ضبابية المشهد السوري، وعدم وجود تصور داخلي واضح ومتفق عليه من أجل إيجاد حل لمشكلات البلدة، في ظل إحساس الأهالي بالغبن والظلم أحياناً من قبل الدولة.

وحدها الأيام المقبلة هي التي ستكشف لنا ما ستؤول إليه الأوضاع في نهاية المطاف!!