العدد 1353 / 13-3-2019
الشيخ علي يوسف

قال تعالى: ﴿لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚوَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾

مضى زمن طويل على المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني المدنية والإنسانية ولم نحرز تقدما يذكر!

ومللنا من كثرة تأكيدنا على رفضنا للتوطين والتهجير!

وشعبنا متمسك بحق العودة، ومستعد لتقديم أغلى التضحيات في سبيل ذلك..

ولم نفتأ نردد في المحافل والمناسبات التزامنا وحرصنا على أفضل العلاقات مع شعبنا اللبناني الشقيق!

ومرت الأعوام ونحن نسمع كلاما كثيرا من الأحزاب والقادة والمرجعيات على ضرورة إنصاف الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه ليعيش بكرامة مع إخوانه العرب لكن دون أن نرى طحنا !

مقابل كل هذا، نرى تضييقا، وظلما، وإجحافا، وحصارا، ومنعا، وتحرشا، وإهانة بل وعنصرية مقيتة!

وهنا نتسائل، لمصلحة من يمنع الفلسطيني من ترميم منزله؟!

بل حتى من إدخال الحجارة لقبور الأموات؟!!

ولمصلحة من يمنع الفلسطيني من إدخال مواد البناء للمخيمات؟!

ولمصلحة من يتحكم سماسرة مواد البناء -المدعومين- من بيعها باضعاف مضاعفة داخل المخيم؟!

ولمصلحة من لا يزال الشاب الذي رمم بيته في مخيم البرج الشمالي معتقلا، وآخر من مخيم عين الحلوة يتنقل في السجون لأنه أراد تعمير سقف لمنزله؟!

لمصلحة من التضييق على الحواجز، وإهانة الرجال والنساء والشباب ومضايقة الإناث والفتيات خاصة؟!

لمصلحة من التصريحات العنصرية التي نسمعها بين الحين والآخر من الذين لا خلاق لهم؟!

لمصلحة من بناء الجدران العازلة، والأسلاك الشائكة، ووضع الفلسطيني في المخيم في سجن كبير؟!!

ولائحة ممارسات الظلم والتضييق والمنع والحصار طويلة!!

ونحن في رابطة علماء فلسطين في لبنان نقول: إن الاوضاع لم تعد تطاق!

وإن الشعب الفلسطيني لم يعد يتحمل هذه الممارسات التعسفية!!

لذا، نطالب العقلاء في هذا البلد المسارعة لتدارك الأمر قبل فوات الأوان!

كفى.... كفى ....كفى....