محمد العرب

واكبت بالتغطية الإعلامية عبر إذاعة الفجر ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤتمر العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الذي عقد في قاعة البيال ببيروت وحمل عنوان «رؤية وطن».
وللأمانة، لم تفاجئني طروحات الجماعة ولا وثيقتها السياسية ولا كلام أمينها العام الموزون. ولم اكن أنتظر تنازلات أو مساومات للجماعة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الحركات الاسلامية في العالم والتي نعيش فيها أجواء ضبابية في الوطن وعقماً ظاهراًً في السياسة.
ولكن ما لفتني هو دقة التنظيم وتركيز الخطاب وحرفية المشهدية التي عرضت الوثيقة السياسية للجماعة.
وما أعجبني المزيج المكون من خبرات الشيوخ وحماسة الشباب ما ينم على أن هذه الجماعة ولاّدة وعندها المقومات المطلوبة لمواكبة العصر ولمخاطبة الشباب الذين هم عصب أي عمل سياسي أو اجتماعي أو حزبي.
لقد أثبتت الجماعة الإسلامية اليوم أنها حزب سياسي لبناني واعد، لا أقول أنه لا يقل شأناً عن أي حزب آخر، إنما يتقدم على كثير من الأحزاب السياسية بطروحات وطنية بعيدة عن المحاصصة السياسية والطائفية والمحسوبيات، بناء على رؤية وطنية واضحة ترتكز على أسس ايمانية وعقائدية راسخة، تؤكد وسطية وشمولية وعدالة الإسلام.
الجماعة الإسلامية اليوم تعمل ضمن المساحة الوطنية المشتركة مع مختلف مكونات الوطن وهي مساحة كبيرة والاستثمار فيها مجد وضروري. 
التحديات التي تواجه الجماعة اليوم كبيرة،  وترجمة ما سمعناه يحتاج من كل كوادرها العمل بنفس «الحرفية» التي أنجحوا فيها هذا اللقاء المهيب.
عتبي الوحيد على الجماعة الإسلامية أنها تأخرت في طرح هذه المشهدية على الرأي العام اللبناني، ما أتاح الفرصة أمام الرويبضة أن يتصدروا الشاشات ويملأوا الساحات، ولكنها انطلاقة متينة وعودة حميدة سيكون لها ما بعدها على قاعدة البقاء للأفضل، >ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون<.}