العدد 1369 / 10-7-2019
قاسم قصير

قرر حزب الكتلة الوطنية ان يستعيد نشاطه في المشهد السياسي اللبناني بعد غياب لعدة سنوات ، وبعد ان فشل سابقا في تحقيق انجازات هامة في الواقع السياسي اللبناني ,برئاسة عميده كارلوس اده.

وتفيد مصادر قيادية في الحزب : انه خلال الاشهر الماضية التقت بعض الشخصيات اللبنانية مع عميد الحزب كارلوس اده واتفقت على اعادة تفعيل نشاط الحزب بحلة جديدة وبعد احداث تغييرات تنظيمية ووضع رؤية جديدة لعمله.

فما هي ابرز التغيرات التي حصلت على الوضع التنظيمي للحزب ؟ ومن هي ابرز الشخصيات التي تعمل لتنشيط الحزب حاليا؟ وماذا عن المشروع السياسي الجديد؟ وماهي الاضافة الفعلية التي يمكن ان يحققها الحزب في المشهد السياسي اللبناني اليوم؟

حزب الكتلة من التاريخ الى الحاضر

من المعروف ان حزب الكتلة الوطنية هو من الاحزاب التاريخية في لبنان وقد اسسه اميل اده في العام 1946 ، وتولى رئاسته العميد ريمون اده من العام 1949 حتى وفاته ، وفي العام 2000 تولى رئاسته كارلوس اده الذي حاول ان يتابع مسيرة الحزب السياسية والشعبية لكنه لم ينجح في هذه المهمة وبقي الحزب على هامش الحياة السياسية اللبنانية رغم انه كان من مكونات قوى 14 اذار .

ونظرا لتراجع دور الحزب وعدم فعاليته ، ومن اجل العمل لاعادة تفعيله، اتفقت مجموعة من الشخصيات السياسية اللبنانية مع كارلوس اده خلال الاشهر الماضية على احداث تغييرات فعلية في الحزب ووضعه التنظيمي , ووضع مشروع سياسي جديد يتم العمل لتحقيقه.

ومن ابرز التعديلات السياسية على النظام الداخلي: إلغاء منصب العميد وتحويل صلاحياته الى اللجنة التنفيذية المنتخبة , وانتخاب امين عام للحزب، استحداث منصب رئيس فخري للحزب لمدة سنة وينتخب مداورة من اللجنة التنفيذية ، تشكيل مجلس شيوخ من قدامى الحزب لمواكبة مسيرته ، اشراك عناصر الشباب في مجلس الحزب واللجنة التنفيذية والتركيز على دورهم في انهاض الحزب.

وقد ضمت اللجنة التنفيذية الجديدة للحزب كلا من : بشارة موسى، بيار عيسى، النائب السابق روبير فاضل، سلام يموت ، عبد الحليم جبر، غيتا الشامي، فريدريك خير، فضل الله داغر، فيليب حلو، كارلوس اده , وناجي ابو خليل.

وتم انتخاب كارلوس اده رئيسا فخريا للعام الاول ، والاستاذ بيار عيسى امينا عاما.

وفي لقاء مع الاستاذ امين عيسى ( مسؤول الادارة السياسية) اكدان الحزب يعمل حاليا من اجل تفعيل دوره ولديه رؤية سياسية جديدة وانه لم يعد من ضمن ما كان يسمى ( قوى 14 اذار) ، وانه يركز على النقاط التالية: السيادة، العدالة الاجتماعية، اللاطائفية، العلمنة ( مع الاخذ بالاعتبار الواقع اللبناني) ، النزاهة، وان المطلوب التركيز على المواطنية والشفافية ودولة القانون والديمقراطية وتحقيق حاجات الناس ، وانه قد نختلف مع بعض الافرقاء على بعض القضايا لكن ذلك لا يمنعنا من التعاون معهم على قضايا اخرى.

اية اضافة للمشهد السياسي وهل ينجح؟

لكن ماذا يمكن ان يضيف حزب الكتلة الوطنية بصيغنه الجديدة على المشهد السياسي اللبناني؟ وهل سينجح في مهمته الجديدة والعودة الى الواقع السياسي بفعالية؟

يدرك المسؤولون الجدد في حزب الكتلة الوطنية حجم التحديات والعقبات التي تواجههم في مسيرتهم الجديدة ، ولذلك هم يتحركون ببطء ومن خلال دراسة متأنية للاوضاع الداخلية والخارجية وبالاستعانة بفريق عمل من الشباب من اجل اعادة تفعيل الحزب وتنشيطه في مختلف المناطق اللبنانية .

وقد بدأت قيادة الحزب اعداد عدد من الدراسات حول مختلف الملفات الساخنة من اجل وضع خطة عمل مفصلة ، ويتم التركيز حاليا على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والحزب في صدد اطلاق مشروع او حملة لمواجهة الفقر المدقع ، اضافة لحملات اخرى لمعالجة مشاكل الشباب اللبناني.

ومن خلال الحوار مع عدد من قيادات الحزب الجديدة يمكن ملاحظة التطور الايجابي في رؤية الحزب للواقع اللبناني وكيفية مقاربته بعيدا عن المواقف المتشنجة ، مع الاستعداد للحوار مع جميع القوى الحزبية والسياسية بغض النظر عن الخلافات حول بعض القضايا.

وفي مركزه الجديد في منطقة الجميزة في بيروت يلحظ المراقب وجود خلية عمل جديدة تنشط لتفعيل عمل الحزب واعادته الى خريطة المشهد السياسي اللبناني ، لكن المهمة ليست سهلة والتحديات كبيرة داخليا وخارجيا وعلينا انتظار بعض الوقت كي نحكم على هذه التجربة الحزبية الجديدة - القديمة في الواقع السياسي اللبناني المعقد والصعب ، فزمن العميد ريمون اده قد انتهى ونحن بحاجة لقيادة سياسية وحزبية فاعلة تثبت حضورها في الواقع اللبناني.

قاسم قصير