قاسم قصير

تيّار المستقبل يعيد تنظيم صفوفه :

لا اعتذار عن التكليف : والحوار مع حزب الله لا مفر منه

ينشغل المسؤولون في تيار المستقبل في هذه المرحلة بمتابعة التطورات الداخلية والخارجية بعد ان تم تجاوز مرحلة الانتخابات النيابية وترتيب الوضع التنظيمي والداخلي للتيار.

وفي لقاء خاص مع قيادي بارز في التيار يؤكد هذا القيادي :" لقد نجحنا في اعادة ترتيب اوضاعنا الداخلية وتم الانتهاء من تقييم الانتخابات النيابية , وتحديد نقاط الخلل التنظيمي في بعض المناطق، والاشكالات التي ادت لخسارة بعض المقاعد ، ونحن مرتاحون اليوم لوضع التيار ودوره الداخلي والخارجي ، والاهم ان نواجه التحدّيات والمشكلات التي يواجهها لبنان , والعمل لتحصين الوضع الداخلي وعدم العودة الى مرحلة الصراع " .

حول الازمة الحكومية يؤكد القيادي : "العمل مستمر من اجل الوصول الى تشكيلة حكومية تراعي نتائج الانتخابات وتساعد في تعزيز الوحدة الوطنية ، والرئيس سعد الحريري لن يعتذر عن التكليف وهو مستمر في جهوده مع كل الاطراف ولمعالجة المشكلات التي تقف حجر عثرة على صعيد التشكيل ، مع التأكيد على ان الخلافات الداخلية هي العامل الاساس في صعوبة التكليف ، واما التطورات الخارجية فليست السبب الاساسي وراء تعثر التكليف ، لان الاطراف الخارجية تريد الاستعجال في تشكيل الحكومة" .

وحول العلاقة مع حزب الله وانعكاس الاحكام التي قد تصدر عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري على هذه العلاقة ، يوضح القيادي المستقبلي :" ان المحكمة الدولية لن تصدر حاليا الحكم النهائي في قضية اغتيال الرئيس الحريري , والقرار مؤجل لاواخر العام الحالي او العام المقبل ، ونحن اتخذنا القرار منذ تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام ، بان لا نسمح لقرارات المحكمة ان تؤثر على الوضع الداخلي اللبناني ، والعلاقة مع حزب الله قائمة حاليا على قاعدة "ربط النزاع " ، فنحن مختلفون مع الحزب حول العديد من الملفات الخارجية ، لكننا حريصون على التعاون لمعالجة ازمات البلد ، وهذه العلاقة يمكن ان تتطور في المستقبل اذا اقتضت الظروف الداخلية , والحوار مع الحزب لا مفرّ منه ولكنه يحتاج الى الظروف المناسبة ".

وحول نظرة التيار للاوضاع في سوريا ومستقبل العلاقات اللبنانية – السورية يقول القيادي : "الوضع في سوريا لم يحسم حتى الان , والتطورات العسكرية والسياسية مستمرة بانتظار التوافق الاقليمي والدولي على مستقبل هذا البلد ، وروسيا تلعب دوراﹰ اساسياﹰ في سوريا ونحن على علاقة جيدة مع الروس ونتابع التطورات الميدانية والسياسية ، واما على صعيد العلاقة مع النظام السوري فان الاجهزة اللبنانية الرسمية تتابع مختلف الملفات الامنية والاقتصادية وقضية النازحين ، فالسفارتان اللبنانية في سوريا والسورية في لبنان تتوليان المهام الدبلوماسية ، ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم يتابع الملفات الامنية ، وليس هناك ما يمنع من الاهتمام بالقضايا الاقتصادية وفتح معبر نصيب امام البضائع اللبنانية ، ولكننا حالياﹰ لا نرى ضرورة لقيام الرئيس سعد الحريري بزيارة دمشق ، وعلينا متابعة التطورات القائمة كي نحدد الموقف النهائي في المستقبل".

وعن الاوضاع اللبنانية الداخلية السياسية والاقتصادية , يشير القيادي المستقبلي : "نحن اليوم نواجه ازمة سياسية خطيرة في ظل تصاعد الخلافات وعودة بعض الاصوات الطائفية ، وان كنا تجاوزنا الاجواء المذهبية التي كانت سائدة في السنوات الماضية ، لكن المشكلة اليوم مرتبطة بطبيعة النظام اللبناني والخلافات حول الادوار المختلفة في النظام ، واما على الصعيد الاقتصادي فالمشكلة كبيرة , وهناك ضغوط كبيرة على الاوضاع المالية والاقتصادية , وهذا يتطلب تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر واستكمال الاصلاحات الداخلية ووقف الفساد ، وكل ذلك يتطلب الاسراع في تشكيل الحكومة والتوافق الداخلي على معالجة الازمات العديدة".

ورغم الحجم الكبير للمشكلات الداخلية والخارجية التي يواجهها لبنان حاليا حسب تأكيد القيادي المستقبلي ،" فان ذلك لا يعني الذهاب الى الانهيار الشامل ، لان امام لبنان فرصة جديدة لاعادة ترتيب اوضاعه والتوافق على رؤية جديدة للاصلاح ، ولا مجال امام القوى اللبنانية سوى الحوار والتفاهم من اجل مواجهة هذه المشكلات".

وعن الوضع الداخلي للتيار يعبّر القيادي عن "اطمئنانه لتجاوز المشكلات التي برزت في الانخابات وانه لم يعد هناك مراكز قوة داخل التيار ، وان المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الخطوات لترتيب وضع التيار كي يكون قادرا على مواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية".

قاسم قصير