العدد 1352 / 6-3-2019
قاسم قصير

تنتشر في بيروت بعض الاخبار والممعلومات المسرّبة من مصادر دبلوماسية دولية وعربية عن احتمال قيام العدو الصهيوني بشن حرب جديدة على لبنان وسوريا في شهر نيسان المقبل ، وتربط هذه المصادر بين هذه المعلومات وبين الاستعدادات المستمرة في الكيان الصهيوني لاجراء الانتخابات النيابية والتحضيرات الاميركية لاطلاق ما يسمى : صفقة القرن لانهاء القضية الفلسطينية ، ووجود حاجة اميركية- اسرائيلية للقيام بعمل عسكري كبير ضد حزب الله وقوى المقاومة بهدف تغيير خريطة الاوضاع في المنطقة كلها.

فما هي الاسباب المباشرة وراء نشر هذه التسريبات والمخاوف الدبلوماسية ؟ وما مدى واقعية هذه المعطيات وهل يمكن للكيان الصهيوني شن حرب جديدة في هذه المرحلة؟

اسباب التسريبات والمخاوف

تقول مصادر سياسية مطلعة في بيروت : ان هناك عدة مصادر دبلوماسية في بعض العواصم العربية والغربية تتحدث عن احتمال قيام العدو الصهيوني بشن حرب على لبنان وسوريا في الشهر المقبل وذلك بهدف توجيه ضربة قاسية لحزب الله ومنع الحزب وايران من استثمار التقدم العسكري الذي حصل في سوريا ومن اجل تغيير خريطة الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة ، وان هذه الحرب ستحظى بدعم اميركي ودولي , وانها ستكون حربا خاطفة وسريعة وحاسمة بحيث لن يسمح للحزب والداعمين له بالرد على هذه الضربة العسكرية القاسية.

وتربط المصادر السياسية بين الحديث عن هذه الحرب وبين عدد من التطورات السياسية المهمة في المنطقة والعالم ومنها : اجراء الانتخابات الاسرئيلية النيابية في شهر نيسان المقبل وحاجة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لتطور مهم لمواجهة الضغوط التي يتعرض لها ، تمهيدا لاعلان صفقة القرن لانهاء القضية الفلسطينية وضرورة اضعاف قوى المقاومة في المنطقة، وتصنيف حزب الله "منظمة ارهابية" وتحضير الاجواء لشيطنة الحزب ، ومنع حزب الله وايران من استثمار الانتصار الميداني في سوريا لتغيير الاوضاع السياسية، وزيادة الحصار المالي الاميركي لايران وحزب الله.

على ضوء هذه الاجواء تؤكد المصادر السياسية ان خيار الحرب يتقدم وان عدة مصادر دبلوماسية عربية ودولية تتحدث عن عدة سيناريوهات محتملة للحرب المقبلة.

واقعية احتمال حصول الحرب

في مواجهة هذه التسريبات والمخاوف الدبلوماسية حول حصول الحرب في الشهر المقبل ، ما مدى واقعية هذه المخاوف , وهل يستطيع الجيش الاسرائيلي شن حربا خاطفة على لبنان وسوريا في هذه المرحلة؟

تقول مصادر مطلعة: ان قيام العدو الصهيوني بحرب جديدة قرار موجود لدى قادة الكيان الصهيوني منذ العام 2006، وبعد الضربة التي تعرض لها الجيش الاسرائيلي في حرب تموز 2006، وان الجيش الاسرائيلي عمد منذ ذلك الوقت وحتى اليوم الى اجراء العديد من المناورات التحضيرية للحرب وهناك استعدادات مستمرة لمواجهة قوى المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين، ولقد نفذ الجيش الاسرائيلي العديد من الغارات على سوريا من اجل منع حزب الله من امتلاك القدرات العسكرية الجديدة ولمنع تغيير خريطة الاوضاع العسكرية في سوريا ، كما حاول هذا الجيش توجيه ضربة عسكرية للمقاومة في غزة قبل عدة اشهر ولكنه فشل في تحقيق اهدافه العسكرية والامنية.

وتضيف المصادر : انه رغم كل الاستعدادات الاسرائيلية لشن حرب جديدة ، فانه حسب المعطيات الميدانية فان فالجيش الاسرائيلي غير قادر على حسم اي حرب قد يشنها في هذه المرحلة ، وان قوى المقاومة قادرة على مواجهة اية حرب قد تقع ، وانه لا يمكن القيام بحرب خاطفة وسريعة ضد لبنان وسوريا لان اي عدوان اسرائيلي قد يتحول الى حرب شاملة قد تغير مجرى كل الاوضاع السياسية والميدانية وتنقل الحرب الى داخل الكيان الصهيوني ، والاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة ليست موائمة لشن مثل هذه الحرب الواسعة.

وما بين التسريبات الدبلوماسية والاعلامية من مخاوف حصول الحرب في الشهر المقبل , واطمئنان قوى المقاومة الى قدرتها على مواجهة اي عدوان اسرائيلي جديد ، فان المطلوب مواكبة ما يحصل في لبنان والمنطقة , والحذر الشديد في متابعة التطورات الاقليمية والدولية , والاستعداد والجهوزية الدائمة لمواجهة العدو الصهيوني ، ومن خلال كل ذلك يمكن تعطيل الاهداف وراء هذه التسريبات وقطع الطريق امام اي عدوان محتمل.

قاسم قصير