العدد 1376 / 4-9-2019

شهدت الجبهة الحدودية بين لبنان والكيان الصهيونيتصعيدا عسكريا من خلال قيام "حزب الله" بعملية عسكرية استهدفت عربة عسكرية في موقع أفيفيم العسكري الإسرائيلي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ، ردا على الاستهداف الإسرائيلي للحزب في سوريا .

لكن هذا الرد لا يعني ان المواجهة بين حزب الله وقوى المقاومة في المنطقة من جهة وبين الكيان الصهيوني من جهة اخرى قد انتهت، فالحرب المفتوحة مستمرة سواء في لبنان او في الجبهات الاخرى وباشكال مختلفة.

فما هي دلالات عملية حزب الله عبر الحدود ؟ وما هي افاق الصراع بين قوى المقاومة والعدو الصهيوني سواء في لبنان او في الجبهات الاخرى؟ والى اين تتجه الاوضاع مستقبلا؟

دلالات العملية وابعادها

تكمن اهمية عملية حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني من خلال الدلالات التالية:

اولا : انها العملية الاولى التي تتم منذ عام 2000 وبعد العدوان الاسرائيلي عام 2006 والقرار 1701 عبر الحدود اللبنانية – الفلسطينية وداخل الاراضي المحتلة ، وهذا يكرّس حق الحزب والمقاومة بالرد على اي اعتداء اسرائيلي عبر الحدود.

ثانيا: تمت العملية في ظل شبه اجماع لبناني على حق المقاومة بالرد على العدوان الصهيوني وبعد بيان واضح من مجلس الدفاع الاعلى اللبناني اعطى الحق للبنانيين بالرد على العدوان الصهيوني ، وكان هناك توافق بين كل الرئاسات والقيادات اللبنانية على حق الحزب بالرد.

ثالثا: اتصفت العملية بالدقة العسكرية من خلال استخدام المقاومين لصواريخ الكورنيت واصابة الهدف رغم حالة الاستنفار التي كان يقوم بها الجيش الاسرائيلي والاستعداد لمواجهة رد حزب الله.

رابعا : عاش الكيان الصهيوني خلال الايام التي فصلت ما بين العدوان في سوريا ولبنان وتوقيت حصول العملية حالة من الارباك والقلق حول تداعيات العملية ،واضطر العدو الصهيوني لاتخاذ اجراءات عديدة تحسبا للرد ، وعاشت المناطق القريبة من الحدود حالة من التخوف وعمد الجيش الاسرائيلي لتمويه تحركاته ، وكل ذلك يكشف الكثير من الخلل في الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني في حال حصول خرب واسعة وشاملة.

وعلى ضوء كل ذلك اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله : ان حزب الله لن يكتفي بهذا الرد على العدوان الصهيوني بل سيعمد لاسقاط بعض الطائرات الاسرائيلية المسيّرة والتي تنتهك السيادة اللبنانية، وهذا يعني ان المواجهة بين الحزب والكيان الصهيوني لم تنته واننا سنكون امام فصول اخرى في المواجهة.

الحرب المفتوحة مستمرة

لكن الى اين تتجه الحرب بين قوى المقاومة في المنطقة من جهةوبين العدو الصهيوني من جهة اخرى في المرحلة المقبلة؟

تقول مصادر مطلعة على اجواء المقاومة , ان هذه المواجهة مفتوحة وشاملة وهي تشمل اربع جبهات بشكل مباشر وهي في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان ، اضافة لاستهداف ايران بشكل غير مباشر كونها تدعم قوى المقاومة ، وان هذه المواجهة تتم عبر الحروب الالكترونية والطائرات المسيّرة والحرب الامنية والعقوبات المالية والاقتصادية، اضافة للعمليات العسكرية المباشرة .

وتضيف المصادر , ان الكيان الصهيوني يعيش حالة قلق وارباك بسبب تنامي قدرات قوى المقاومة وازدياد التعاون والتنسيق بين هذه القوى ولا سيما بعد الزيارة الاخيرة للوفد القيادي من حركة حماس الى ايران وحجم الاهتمام الكبير به وما اعلن عن عودة التنسيق والتعاون بين قوى المقاومة وايران الى افضل مما كان عليه قبل الازمة السورية ، وان حجم الدعم المالي من ايران لحركة حماس قد تطور كثيرا مؤخرا .

وتكشف المصادر : ان هناك بحثا ونقاشا كبيرا بين كل قوى المقاومة في المنطقة في كيفية الاستعداد والتحضير لاية مواجهة شاملة قد تحصل بين هذه القوى والكيان الصهيوني وان التحضيرات العملية لذلك قائمة وموجودة ، كما ان هناك جهود مستمرة لعودة حركة حماس الى سوريا بما يساعد في اعادة تعزيز محور المقاومة.

وفي الخلاصة فان المواجهة بين قوى المقاومة والكيان الصهيوني لن تقف عند العملية التي نفذها حزب الله عبر الحدود ، بل سنكون امام مواجهات اخرى عبر مختلف الجبهات وما يحصل في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس هو نموذج عملي لهذه المواجهة ، وقد تمتد المواجهات الى ساحات اخرى في المرحلة المقبلة.

قاسم قصير