قاسم قصير

انتهت في السادس من آذار الحالي فترة الترشيحات الانتخابية، ومع انتهاء فترة العودة عن الترشيحات في الواحد والعشرين من الشهر الحالي، ينبغي ان تبدأ مرحلة تشكيل اللوائح الانتخابية حتى السادس والعشرين من هذا الشهر، واي مرشح لا ينضم الى لائحة انتخابية وفقاً للشروط المحددة في قانون الانتخابات يسقط حقه بالترشيح.
ورغم انتهاء فترة الترشيحات واقتراب مرحلة تشكيل اللوائح الانتخابية، تسود الساحة السياسية اللبنانية حالة من الارباك والضياع بسبب عدم حسم التحالفات الانتخابية، وفي ظل تغيّر التحالفات السياسية التي كانت قائمة في السنوات الماضية، وفي ظل الحسابات الانتخابية المعقدة بسبب القانون الجديد القائم على النسبية والصوت التفضيلي.
فما هو مصير التحالفات السياسية التي كانت قائمة طوال السنوات الماضية؟ وكيف ستكون اللوائح الانتخابية المقبلة؟
التحالفات السياسية المتأرجحة
بداية ماذا عن التحالفات السياسية الجديدة؟ ولماذا هذا التأرجح والاختلاط في التحالفات؟
بعكس ما كان عليه الوضع السياسي في لبنان في عام 2009 من انقسام عمودي حادّ بين قوى 8 و14 آذار، فإن التحالفات السياسية اليوم لم تعد واضحة ومحسومة، فقوى 8 آذار تعاني من خلافات بين أقطابها، وكل قوة تنشط وحدها باستثناء التحالف الاستراتيجي بين حزب الله وحركة أمل، الذي انعكس تحالفاً في كل الدوائر.
وأما على صعيد العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، فرغم استمرار التعاون والتحالف الاستراتيجي السياسي على القضايا الكبرى، فقد برزت بعض الخلافات السياسية والانتخابية بينهما، ما قد ينعكس سلباً على التحالفات الانتخابية.
وبالمقابل فإن العلاقة بين حركة أمل والتيار الوطني الحر تشهد خلافات حادة، وكذلك الأمر بين تيار المردة والتيار الوطني، أما بقية أركان قوى 8 آذار من شخصيات وأحزاب فهي تتوزع في كل الاتجاهات وليس هناك تعاون أو تحالف سياسي بينها.
واما على صعيد قوى 14 آذار فقد عانت من خلافات حادة وانقسامات الى عدة اتجاهات ومجموعات، وان برزت أخيراً المساعي السعودية الهادفة للملمة هذه القوى، خصوصاً بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، دون ان يعني ذلك قيام تحالف ثابت ومستقر، وبالمقابل فإن العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر تمرّ بمرحلة ايجابية دون معرفة مدى انعكاس ذلك انتخابياً، في حين ان القوى الوسطية (الحزب التقدمي الاشتراكي، الرئيس نجيب ميقاتي) والتيارات والقوى الإسلامية، إضافة إلى الشخصيات والقوى المستقلة، فهي تسعى لترتيب أوضاعها السياسية والحزبية وفقاً لمصالحها الانتخابية وليس على أساس التحالفات والمشاريع السياسية.
اللوائح الانتخابية غير المحسومة
لكن كيف تنعكس التحالفات المتأرجحة على تشكيل اللوائح الانتخابية؟
من الواضح أن اختلاط التحالفات الانتخابية وعدم حسم الخيارات السياسية، إضافة إلى طبيعة القانون الانتخابي الجديد القائم على النسبية والصوت التفضيلي، قد أدى إلى عدم حسم التحالفات واللوائح الانتخابية بسهولة، كما انه فتح الباب أمام حصول تحالفات انتخابية غير قائمة على أسس سياسية واضحة ومحسومة، فكل فريق سياسي أو حزبي يعتبر ان من حقه الاحتفاظ بقدرته الانتخابية لمصلحة مرشحيه ومنحهم الصوت التفضيلي، ولم يعد بالإمكان تجيير الأصوات الانتخابية لدى فريق سياسي لبقية أعضاء اللائحة، ولذا فإن كل قوة سياسية أو حزبية تفكر كثيراً بكيفية ضم شخصيات إلى لوائحها تكون قادرة على تأمين عدد كاف من الأصوات للمساعدة في تأمين الحاصل الانتخابي، كذلك إن المتغيرات السياسية التي حصلت خلال الأشهر الماضية، ولا سيما بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، وكذلك بسبب التسوية السياسية القائمة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، كل هذه التطورات أدت الى تأخر اعلان اللوائح وعدم وضوح التحالفات الانتخابية، باستثناء التحالف الثنائي بين حركة أمل وحزب الله، وإعلان التعاون بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل.
اذن نحن أمام خريطة جديدة من التحالفات السياسية، وسنكون أيضاً أمام لوائح انتخابية جديدة، وكل ذلك سيدخل هذه الانتخابات في دائرة المجهول، وسنكون أمام معركة مفتوحة على كل الاحتمالات.}