العدد 1555 /21-3-2023
قاسم قصير

تتابع الاوساط الدبلوماسية الغربية في بيروت التطورات اللبنانية الاخيرة حيث تركز على انعكاس الاتفاق السعودي – الايراني على الوضع اللبناني وخصوصا حول الانتخابات الرئاسية ، كما تهتم هذه الاوساط بالتطورات الجارية في جنوب لبنان وعلاقة ذلك بالاوضاع في فلسطين المحتلة .

وتطرح هذه الاوساط الكثير من الاسئلة حول المواقف التصعيدية الاخيرة لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وتهديداته بنقل المعركة الى داخل الكيان الصهيوني ، كما تسأل هذه الاوساط عن طبيعة العلاقة التي تربط بين حزب الله وحركتي حماس والجهاد الاسلامي ودور محور المقاومة في حال تصاعد التوترات في المنطقة ، ولا سيما بين الكيان الصهيوني والجمهورية الاسلامية الايرانية.

فكيف تقيّم هذه الاوساط الدبلوماسية الاوضاع اللبنانية بعد الاتفاق السعودي- الايراني؟ وكيف تنظر الى الاوضاع في الجنوب والمخاوف من حصول توترات أمنية او عسكرية في المنطقة؟

لبنان بعد الاتفاق السعودي – الايراني

بداية كيف تنظر الاوساط الدبلوماسية الغربية الى الوضع اللبناني بعد الاتفاق السعودي – الايراني؟

من خلال اللقاءات والتواصل مع عدد من الاوساط الدبلوماسية الغربية في بيروت يمكن الاستنتاج ان هذه الاوساط كانت متفاجئة جدا بسرعة انجاز هذا الاتفاق وبالدخول الصيني على خط المفاوضات بين ايران والسعودية وهذا لم يكن متوقعا ابدا .

وتؤكد هذه الاوساط على اهمية هذا الاتفاق كونه يخفف من التوترات في المنطقة ويرسي قواعد جديدة في العمل الدبلوماسي ويساهم في تقليل مخاطر حصول مواجهات كبرى في المنطقة في ظل حرص دول الخليج على عدم السماح ان تكون بلادها ممرا لاي عدوان اسرائيلي على ايران .

وتعتبر هذه الاوساط : ان الاولوية لدى السعودية اليوم الملف اليمني ، وان هناك ملفات اخرى تهم البلدين اكثر من الملف اللبناني والذي لن يكون على جدول الاعمال المشترك ، وان كان انتهاء الملف اليمني وقيام ايران وحزب الله بدور مساعد في انهاء هذا الملف قد يؤدي الى تغير موقف السعودية تجاه الاوضاع اللبنانية وقد يشكّل تطورا ايجابيا لصالح المبادرة الفرنسية والتي تتضمن تسوية شاملة للملف اللبناني .

لكن الاوساط الدبلوماسية الغربية تؤكد : ان معالجة الوضع اللبناني تقع اولا واخيرا على الاطراف اللبنانية وان على هذه الاطراف الاستفادة من تخفيف التوترات في المنطقة وتذهب الى حوار سريع لانجاز ملف الانتخابات الرئاسية ، لان هناك فرصة ايجابية للوصول الى حلول للازمة اللبنانية اليوندم ، ولكن مسؤولية ذلك تقع على الاطراف اللبنانية اولا واخيرا ، وان الدور الخارجي قد يكون مساعدا ولكنه عير حاسم.

الوضع في الجنوب والخوف من تصعيد كبير

وتبدي الاوساط الدبلوماسية الغربية اهتماما كبيرا بالتطورات في الجنوب ولا سيما بعد المواقف الاخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والتهديدات بنقل المعركة الى داخل الكيان الصهيوني ، اضافة لمتابعة طبيعة العلاقات التي تربط بين حزب الله وحركتي حماس والجهاد الاسلامي ودور محور المقاومة في اية مواجهة قد تحصل بين ايران والكيان الصهيوني .

والملفت في اهتمام هذه الاوساط انها تركز كثيرا على مجالات التنسيق والتعاون بين حزب الله وحركتي حماس والجهاد الاسلامي ، وقد يكون ذلك مرابط بالمعلومات التي يتم تسريبها من قبل العدو الصهيوني حول استفادة حماس والجهاد الاسلامي من الساحة اللبنانية والتحصير لشن عمليات عسكرية ضد الكيان الصهيوني ، وهذا ما برز بوضوح بعد عملية مجيدو والاتهامات التي وجهها العدو الصهيوني لحزب الله بالمساعدة في هذه العملية ، كما ان استهداف احد كوادر الجهاد الاسلامي في دمشق بعد العملية يؤكد المتابعة الامنية الخاصة للعدو لكوادر المقاومة في لبنان وسوريا وعلاقتهم مع قوى المقاومة في فلسطين.

لكن الجانب الاهم في متابعة الاوساط الدبلوماسية الغربية مرتبط بالسؤال المحوري حول دور قوى محور المقاومة في حال حصل تصعيدي اسرائيلي ضد ايران واي دور يقوم به حزب الله في حال حصول هذه المواجهة .

وفي الخلاصة ورغم ان الملف اللبناني ليس من اولويات الدول الكبرى اليوم ، ولكنه لا يزال يحظى باهتمام الاوساط الدبلوماسية الغربية وهو تحت مراقبة هذه الاوساط من ادل متابعة التطورات الجارية والمخاوف الكبيرة من تطور الاوضاع في لبنان والمنطقة نحو مواجهات كبرى في المرحلة المقبلة؟

فهل سينجو لبنان من هذه المواجهات وينجح اللبنانيون في الوصول الى تسوية ما قبل الانفجار الكبير؟ ام ان التوترات القائئمة ستكون مدخلا لصراع اكبر في لبنان والمنطقة في الاسابيع المقبلة؟

قاسم قصير