العدد 1420 / 8-7-2020

عقد المجلس جلسة في دار الفتوى، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وحضور الرئيس فؤاد السنيورة، وتدارس الشؤون الإسلامية والوطنية والمستجدات على الساحة اللبنانية.

اثر الجلسة، تلا عضو المجلس عبد الاله ميقاتي بيانا، لفت فيه الى "ان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى توقف مليا عند الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والانسانية التي تمرّ بها البلاد، وعند الخطر الذي يهدد الكيان اللبناني جميعاً واللبنانيين في حياتهم ومعاشهم وأمنهم وكراماتهم، ولا من معين لهم ولا داعم، مع غياب كامل وعجز غير مبررين للدولة ومؤسساتها ومرافقها، ولا مبالاة بما يعاني منه المواطنون من جوع ومرض وخوف وقلق على المستقبل والمصير".

واشار الى "ان المواطنين يتساءلون بإلحاح واستغراب عن ماهية السياسة الاقتصادية والمالية التي تتبناها السلطة. والواقع يثبت ان لا سياسة اقتصادية ولا مالية ولا رؤية للحاضر والمستقبل، لا سيما في انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية من دون رقيب ولا حسيب، وفي ظل غياب السلطات المالية والنقدية وعجزها".

وشدد المجلس على "ان اللبنانيين باتوا في أسف وأسى مما يحصل ومن النقاش الدائر في البلاد، بعيداً من همومهم ومصائبهم وبما يعنى بأحوالهم وبأمنهم الغذائي والاجتماعي والصحي والإنساني وبمستقبل أبنائهم واستقامة حياتهم، وهم لا يصدقون مدى الانحدار الذي وصل إليه تعاطي المسؤولين عن شؤون البلاد ".

واكد المجلس "ضرورة استقلالية القضاء ليقوم بمهامه بحياد كامل ونزاهة عالية والإفراج عن التشكيلات القضائية إنفاذاً للقانون والابتعاد عن الانتقائية في إدارة الملفات وفتحها"، معتبراً "ان حجم الكارثة التي أُصيبت بها البلاد، وأصابت اللبنانيين جميعا في الصميم، يجعلنا نتساءل عمّا يدعو أولي الأمر الى البقاء في السلطة، وهم لا يخفون عجزهم عن تحمّل مسؤولية قيادتهم للبلاد وعدم قدرتهم على الانقاذ، أو إيجاد الحلول للمشاكل التي يتخبط بها لبنان، وهم يتركونه يواجه مصيره متجها نحو السقوط المريع، بدلا من أن يعملوا على خلاص لبنان".

واشار المجلس الشرعي الى "ان المسؤولية الوطنية والأخلاقية تدعو جميع اللبنانيين إلى الالتفاف والعمل لإنقاذ لبنان كيانا ووجوداً. فالمسألة تخطت الشأن المالي والاقتصادي والسياسي، بل أصبحت مسألة مستقبل ومصير، وما لم يتخل أولياء الأمر عن طموحاتهم السياسية ومصالحهم الذاتية ونزعتهم الانوية، فلن يكون للبنان لا مستقبل ولا خلاص، فالتضحية مطلوبة من الجميع، ودونها لا خلاص ولا مستقبل، وهي تضحية من أجل لبنان ولبنان يستحق ذلك".